تزايد القلق عالمياً على أوضاع الولاياتالمتحدة، إثر نقل الرئيس دونالد ترمب فجر السبت إلى مستشفى والتر ريد العسكري بولاية ماريلاند، قرب واشنطن. وزاده تفاقماً إعلان مزيد من أعوان ترمب إصابتهم بالفايروس، إلى جانب عدد من أعضاء الكونغرس. وبدا الخوف واضحاً في عيون موظفي البيت الأبيض، الذين وقفوا يشاهدون ترمب يستقل المروحية من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وهم يرتدون كمامات للمرة الأولى، خصوصاً المتحدثة باسم البيت الأبيض. ولم يكن ارتداء مسؤولي البيت الأبيض الكمامات مرأى معهوداً قبل الجمعة. وقال قادة الكونغرس أمس الأول إنهم يدرسون فرض نظام فحص لفايروس كوفيد-19 تحت قبة الكابيتول هيل. وأعلنت أمس إصابة السناتورين الجمهوريين مايك لي وتوم تيلليس. وكانا قد حضرا حشداً أقامة ترمب في البيت الأبيض السبت الماضي لإعلان اسم مرشحته لشغل منصب قاض بالمحكمة العليا. وعلى رغم أن بيانات البيت الأبيض في شأن الوضع الصحي لترمب ضنّت بالمعلومات؛ إلا أن القلق عليه تزايد، نظراً إلى أنه في ال74 من عمره. كما أنه مصاب بأمراض أخرى. وذكر ترمب أنه يتحسن. غير أن ما يعرفه العالم الآن عنه يتلخص في ما يلي: أنه أصيب بحمى، وشعور بالتعب الشديد. وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس إن الرئيس يشعر أيضاً بضيق في التنفس. ولا بد أن أطباء مستشفى والتر ريد، حيث يوجد جناح رئاسي متكامل، وضعوا ال«أوكسميتر» -جهاز قياس مستوى الأكسجين في الدم- على إحدى أصابع الرئيس ترمب. وإذا سجل هذا الجهاز أية قراءة دون مستوى 95%، فإن الأطباء سيسارعون بالتدخل، مع وصف عقارات مضادة للالتهاب للرئيس. ومهما يكن، فمن المتوقع أن يبقى الرئيس في هذا المستشفى العسكري المتطور نحو أسبوع، أو 10 أيام، قيد الرقابة الطبية. ويقول أطباء الأمراض الوبائية إن مشكلة كوفيد-19 أنه مرض ثنائي المراحل. فقد يقضي المصاب أسبوعه الأول، وربما الثاني، في تحسن مطرد. وفجأة تتبدل حاله إلى الأسوأ. وترتفع على وجه الخصوص درجة حرارة الجسم، ويسوء السعال. ويعتقد أن ذلك يحدث عادة بين اليومين الثامن والعاشر من تنويم المصاب. ومما أعلنه الطبيب الخاص بالبيت الأبيض ليل السبت، أن ترمب يتناول حالياً أقراص عقار ريمديسفير المضاد للفايروسات، الذي يمنع الفايروس من استنساخ نفسه داخل خلايا الجسم المصاب. كما أنه تعاطى جرعة قوية من كوكتيل أجسام مضادة تم تخليقها في المختبر الخاص بشركة ريجينيرون الأمريكية. وعلى رغم أن هذا المزيج من الأجسام المضادة تمت تجربته على نحو 275 شخصاً فقط، إلا أن التوقعات بإمكان نجاحه في دحر كوفيد-19 حملت طبيب ترمب على وصفه للرئيس، على سبيل الاحتياط. كما أن الرئيس يتناول أيضاً جرعات من فيتامين (د)، والزنك. ويعتقد بأن 40% ممن يصابون بكوفيد-19 لا يشعرون بأعراضه. وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية أمس إلى أن ترمب قد يكون الشخص الأكثر خضوعاً لفحص فايروس كورونا في العالم. ومع أن البيت الأبيض تمسك في بياناته بأن أعراض الرئيس «طفيفة»؛ فإن نقله إلى مستشفى والتر ريد أثار القلق حول حقيقة وضعه الصحي. وأكد علماء الأوبئة الأمريكيون أمس أن نقل المصاب بكوفيد-19 إلى المستشفى يعني أن إصابته مستفحلة. ولا توجد في المشافي حول العالم حالياً سوى ثلاثة عقاقير أثبتت جدوى في كبح استفحال الوباء، وهي الريمديسفير، الذي ابتكر أصلاً لمعالجة فايروس حمى الإيبولا، وديكساميثاسون؛ وهو دواء بريطاني رخيص الثمن لمعالجة الالتهابات. والدواء الثالث هو بلازما النقاهة. ولا بد من إعطاء هذه الأدوية في المستشفى، لضرورة مراقبة أداء بقية أعضاء الجسم، لئلا تتضرر من أي منهما. وبما أن كوكتيل ريجينيرون لا يزال قيد التجارب السريرية في مراحلها الأولى، فإن إعطاءه لترمب حدا بعدد من الاستشاريين للقول إن ذلك يعني أن حالته الصحية أسوأ مما تتحدث عنه بيانات البيت الأبيض. كما أن أطباء كثيرين أعربوا عن استيائهم من وصف دواء لم تتأكد جدواه ومأمونيته لرئيس أقوى دولة في العالم. وأعلنت في واشنطن فجر السبت إصابة مدير حملة إعادة انتخاب ترمب بيل ستيبين. وقالت مستشارة ترمب السابقة كليان كونواى إنها أصيبت أيضاً بالفايروس. لكن نائب الرئيس مياك بنس قال إنه خضع للفحص، وجاءت نتيجته سالبة. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن «بؤرة التفشي» في البيت الأبيض بحاجة إلى تحرٍّ شامل. وقالت لجنة المناظرات بين مرشحيْ الرئاسة الأمريكية أمس إنها ستعمل على أن لا تقل المسافة عن 12 قدماً، وليس 7 أقدام بحسب الإرشادات المعتمدة، بين بنس ومرشحة الديموقراطيين لمنصب نائب الرئيس كمالا هاريس، في المناظرة التي من المقرر أن يقيماها الأسبوع القادم. وتمسك البيت الأبيض غداة نقل ترمب إلى المسشتفى العسكري بأنه يدير البلاد من جناحه الرئاسي في المستشفى، وبأنه على اتصال مستمر مع موظفي البيت الأبيض.