بعد نحو 17 عاماً من الحرب، تترقب الأوساط الرسمية والشعبية في ولاية شمال دارفور غربي السودان التوقيع النهائي على اتفاقية السلام الشامل غداً (السبت). وتوقع الحكومة السودانية في جوبا اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقوداً من الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد وقع الجانبان الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا أيضاً نهاية أغسطس الماضي. ويوقع على الاتفاق 3 مكونات من الحركات المسلحة المقاتلة في دارفور فيما لم تزل حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور خارج العملية السلمية. وتستضيف مدينة الفاشر التي تحيط بها 3 معسكرات للنازحين احتفالات شعبية بالتزامن مع توقيع الاتفاق في عاصمة جنوب السودان جوبا وسط ترحيب شعبي لتحقيق السلام الذي سينهي 17 عاماً من الاقتتال، بينما تحفّظ البعض على ما وصفه بتركيز بنود الاتفاق على تقاسم السلطة والثروة وإهمال الجوانب المتعلقة بأهل المصلحة من نازحين ولاجئين وتعويضهم والترتيب للعودة الطوعية لقراهم ومناطقهم. ويحمل مكان التوقيع «جوبا» دلالة تاريخية لدولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت عن السودان بعد حرب أهلية بين الجانبين امتدت 22 عاماً وخلفت مليوني قتيل و4 ملايين نازح ولاجئ. وانتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاق سلام منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير، وفي عام 2011 صوت الجنوبيون لصالح دولتهم المستقلة. ويأمل السودانيون أن تنجح حكومتهم الانتقالية المختلطة بين المدنيين والعسكريين في إسكات رصاص البنادق بعد أن أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019 بعد أن حكم البلاد 30 عاماً. وأكد رئيس مفوضية السلام السودانية سليمان الدبيلو أن «هذا يوم تاريخي. نأمل أن ينهي التوقيع القتال إلى الأبد ويمهد الطريق للتنمية». وستوقع على الاتفاق من جانب المتمردين (الجبهة الثورية السودانية)، وهي تحالف من 5 حركات مسلحة و4 سياسية تنشط في مناطق دارفور غربي البلاد وجنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب. لكن فصيلين رئيسيين هما جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور الذي يقاتل في دارفور والحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام. واندلع النزاع في إقليم دارفور عام 2003، وخلف نحو 300 ألف قتيل، و2.5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأممالمتحدة، فيما اشتعلت الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عام 2001، وتضرر بسببها مليون شخص.