سبق وكتبت أن جائحة كورونا مثلت اختبارا لقدراتنا في التعامل مع الظروف القهرية التي فرضتها وخلقتها آثار الأزمة والتغييرات التي أحدثتها في طبيعة ممارستنا لحياتنا ! وقد برز نجاح لافت في التعامل مع الجائحة منذ اللحظات الأولى لظهورها على الساحة الدولية، فكانت الإجراءات الاحترازية المبكرة التي اتخذتها الدولة عاملا أساسيا في الحد من آثارها المدمرة ! وهنا لا بد من الإشارة إلى أن انطلاقة مشروع رؤية 2030 كانت عاملا مهما في تحقيق نجاح خطط وإجراءات مواجهة الأزمة، فقد عملت الرؤية على وضع البنى التحتية للكثير من ممكنات تحقيقها خاصة في تطوير بنية الاتصالات ونقل البيانات، فقد أسهم التطور التقني في تقديم الخدمات الإلكترونية عبر تطبيقات الأجهزة الذكية خلال السنوات الأخيرة في تقديم الأجهزة الحكومية خدماتها عن بعد خلال فترة الحجر وتطبيق إجراءات التباعد، كما أن صلابة قطاع الاتصالات الذي شهد خلال الأعوام الأخيرة تطورا لافتا وكان عنصرا أساسيا من أدوات تحقيق الرؤية، مكن من العمل والتعليم عن بعد ! وفي الوقت الذي برهن نظامنا الصحي على كفاءته، وقدرة كوادرنا الصحية على العمل تحت الضغط الهائل، كان لوفرة السلع الغذائية دور في استقرار الأمن الغذائي، وبرهنت على صواب إستراتيجية إنشاء ودعم مشاريع الإنتاج الغذائي الحيوانية والزراعية وتمت تلبية احتياجات المجتمع من السلع الضرورية، كما أن المجتمع الذي أظهر وعيا والتزاما بإجراءات مواجهة الأزمة ساهم في إنجاح خطط مواجهتها ! وفي يومنا الوطني الذي يمر بنا في ظروف استثنائية لا يمكن إلا أن أستذكر هذا الكفاح وأحيي هذا النجاح، فهو اليوم صفحة تدون في كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية، ستقرأها الأجيال كما تقرأ بكل فخر واعتزاز صفحات كفاح الآباء والأجداد في بناء الوطن وحمايته وضمان استمرار مسيرته في رحلة لا تتوقف نحو الغد ! K_Alsuliman@ [email protected]