الأصالة العربية عندما تريد الثناء على شخص وتبالغ في شكره، فأفضل ما يقال الجملة الشهيرة التي دأب عليها أبناء العرب «بيض الله وجيهكم»، وكان بياض الوجه في عادات العرب ترفع له الرايات البيضاء، لم تكن جملة بياض الوجه كلمات عابرة بل إنها تدل على أن من قام بأمر ما أبلغ في التمام وإجادة التنفيذ، وبياض الوجه عند العرب له معان عدة منها الوفاء والصدق والشهامة والكرم والمروءة. «بيض الله وجيهكم»، بهاتين الكلمتين ساق ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، شكره الشهير لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد، وذلك على الإنجازات المتتابعة التي يحققونها يوما بعد يوم ويثبتون فيها جدارتهم في المحافظة على المال العام وكشف كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الدولة واستغلال النفوذ الوظيفي. وحملت رسالة ولي العهد لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد: «بيض الله وجيهكم، وانقلوا شكري لكل فرد من منسوبي جهازكم، وهم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً»، والتي عالجت من خلاله الهئية (227) قضية جنائية، في الفترة الماضية، من خلال الإيقاف والتحقيق مع (374) مواطناً ومقيماً، ويجري العمل على إحالة من ثبت تورطه للمحكمة المختصة لإجراء المقتضى النظامي بحقهم. وأوضح المحامي تميم الحسينان ل«عكاظ»، بأن هيئة مكافحة الفساد تتمتع بتشكيلها الجديد بصلاحيات واسعة وجهود ملموسة لحماية المال العام و إيقاف الهدر المالي والمحافظه على حرمته من خلال استعادة ماصغر منه أو كبر، فمن ضمن صلاحياتها الإيقاف على ذمة التحقيق، ورفع الحصانة عن ملاحقة أي موظف ومسؤول، مهما كانت درجته الوظيفية، مدنياً كان أم عسكرياً، ولا تقتصر عملية متابعة الفاسدين على الأشخاص ذوي الصفة الطبيعية، بل تمتد أيضاً إلى الشخصيات المعنوية كالشركات والمؤسسات وغيرها، ويحق للهيئة رصد الثراء المفاجئ على أي موظف بعد توليه الوظيفة العامة بشكل لا يتوازى مع دخله العام، و يحق لها أيضاً مساءلة أي جهة حكومية أو أي من موظفيها في حال وجود ما قد يثير الريبة. وأضاف الحسينان بأن ولي العهد يقود حملة حاسمة في تاريخ المملكة في استئصال الفساد وبسند ملكي كبير، عنوانها الحزم والعزم في محاربة الفساد والمفسدين، ومتابعة ملفاته في جميع الأجهزة الحكومية، واجتثاث الفساد من جذوره، وهذا يعني بداية مرحلة جديدة لسيادة القانون والنظام، ووضع الجميع على حد سواء، وهذا يؤكد ما قاله قائد هذه المعركة في لقاء سابق له، حيث أشار إلى أنه من تتوفر ضده الأدلّة الكافية لن ينجو من المحاسبة، كائناً من كان، سواء كان أميراً أو وزيراً أو مواطناً فسيكون تحت طائلة المحاسبة والمساءلة والعقاب. وأشار الحسينان إلى أن ظاهرة الفساد تعد من أكثر الجرائم فتكاً بالأمن المجتمعي والسلم الاقتصادي، حيث إنّها تؤخر تقدّم الدول وتصيب مفاصل حيوية ومؤثرة في الدولة، كالصحة، والتعليم وغيرها من مؤسسات الحكم والدولة المختلفة، فاختلاس المال، واستغلال المنصب والرشوة تعتبر من العناوين الكبرى في هذه الظاهرة.