هناك خط فاصل بين الشهرة والتأثير، لو نجحنا في تحديده لقلصنا كثيرا من حالة الفوضى التي تضرب ساحة «السوشال ميديا»، فأن تكون مشهورا لا يعني أن تكون بالضرورة مؤثرا، فالشهرة عملة بوجهين حسن وسيئ، وبعض مشاهير التاريخ خلدوا لأفعالهم السيئة وليس الحميدة، كما أن كثيرا ممن يتابعون بعض المشاهير هنا يتابعونهم للتسلية دون أن يثقوا للحظة واحدة بجدارتهم بصناعة محتوى مؤثر أو ذي مصداقية! إذن المشكلة هنا ليست في بعض المشاهير بقدر ما هي في الجهات التي تستعين بهم لتسويق أنشطتها أو تحسين صورتها أو ترويج سلعها دون أن تدرك الخط الفاصل بين الشهرة والتأثير، لذلك قد لا ألوم مشهورا يتوهم أنه مؤثر بقدر ما ألوم من يضعه على خشبة المسرح ويمنحه دور البطولة أو يجلسه في المقعد الأمامي أو يجعله تحت نقطة الضوء الباهرة ! وفي بعض رحلات كروز السعودية لم يختلف مشهد بعض المشاهير عما شاهدناه في العديد من الأحداث والمناسبات، فالصورة التي ظهروا عليها بدت لي كصاحب خبرة طويلة في رحلات الكروز العالمية منفرة وغير جاذبة لدعم سياحة الكروزات السعودية الناشئة، سواء كانوا مدعوين للتسويق لم يخدموا أهداف الاستعانة بهم أو سياحا لم يجدوا من يضبط تصرفاتهم لعدم إزعاج السياح الآخرين ! وعندما أريد توجيه دعوة مجانية أو أختار شخصا مشهورا لتأدية مهمة تسويقية مقابل أجر، يجب أولا أن أدرس أداء هذا المشهور ونوعية المحتوى الذي يبثه عبر منصاته، فإذا كان مهرجا تافها سفيها سامجا فلا عذر لمن اختاره ! الخلاصة أنني لا أجد أي عيب في الاستعانة بالمشاهير المؤهلين في تسويق الرسائل وترويج الخدمات والسلع فهذه صناعة إعلانية ودعائية قائمة في العالم كله، لكن المحترفين عندما يتعاقدون مع أحد المشاهير فإنهم يرسمون له خطة عمله أو يطالبونه بتحديدها لاعتمادها بما يتوافق مع مصلحة الحملة والمردود المنتظر ولا تترك المسألة لمزاجه وعدسة «جواله» ! K_Alsuliman@ [email protected]