للشهر الثاني على التوالي، تلقي أسماء فصائل مسلحة جديدة، برزت أخيرا في العراق، ظلالها على المشهد الأمني في بغداد ومدن جنوبي العراق، خاصة مع تصاعد الهجمات الصاروخية والكمائن التي تستهدف الأرتال التابعة لقوات التحالف الدولي أو ما تعرف ب«أرتال الدعم اللوجستي». «أصحاب الكهف، عصبة الثائرين، كتائب المقاومة الإسلامية، وأسماء أخرى» لجماعات مسلحة تظهر عبر بيانات وتتبنى الهجمات التي تستهدف المعسكرات والقواعد التي تستضيف القوات الأمريكية أو المنطقة الخضراء ومطار بغداد، وكذلك حركة الأرتال القادمة أغلبها من موانئ البصرة وتحمل معدات ومؤنا غير عسكرية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وكشف مسؤول عراقي بارز في بغداد، ل«عكاظ»، أن التحقيقات التي أمر بها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بشأن الهجمات التي شارك فيها جهازا المخابرات، ومكافحة الإرهاب ومديرية الاستخبارات العسكرية، خلصت إلى أن أجنحة خاصة داخل مليشيات مسلحة موالية لإيران، أبرزها كتائب حزب الله والخراساني والنجباء والبدلاء والإمام علي وسيد الشهداء، توصف على أنها الخط التكفيري أو الراديكالي الأكثر تطرفا داخل تلك الفصائل، هي المسؤولة عن هذه الهجمات وعن عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين ومدونيين عراقيين في بغداد ومدن عدة جنوبية أبرزها البصرة وذي قار وكربلاء خلال الأشهر الماضية. وأكد المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن هذه الجماعات أو الأجنحة ربما تكون ضمن مخطط إيراني جديد لتأسيس فرق خاصة غير تلك الموجودة التي باتت لها أجنحة سياسية وتخطط للمشاركة في الانتخابات المبكرة القادمة على غرار نموذج «حزب الله» اللبناني، ما يعني أنها بحاجة لمليشيات مسلحة دون التسبب بإحراج القوى التقليدية الموالية لها. وشدد على أن المشكلة الحالية التي تواجه الحكومة العراقية تكمن في أن تلك الجماعات الجديدة لم تنشق عن المليشيات الأم، وما زالت مدرجة ضمن هيئة الحشد الشعبي وتستخدم في عملياتها هويات وسيارات وإمكانيات حكومية تمكنها من المرور من نقاط وحواجز التفتيش بسهولة، وهو ما يفرض تحديا على القوات الأمريكية في مسألة تتبع الهجمات التي تنفذها وإيقافها أو القبض على منفذيها.