قال مسؤولون في الحكومة ومصادر شبه عسكرية إن قوات الأمن العراقية داهمت مقرا لفصيل قوي تدعمه إيران في جنوببغداد في وقت متأخر من مساء أمس الخميس واعتقلت أكثر من 12من أعضائه. وتعد هذه المداهمة الأكثر جرأة منذ سنوات من قوات الأمن العراقية ضد فصيل مسلح قوي تدعمه طهران واستهدفت كتائب حزب الله، التي يتهمها مسؤولون أمريكيون بإطلاق صواريخ على قواعد تستضيف القوات الأمريكية ومنشآت أخرى في العراق. وتشير إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، الذي تتفاوض حكومته على الصلات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع واشنطن، يعتزم الوفاء بتعهداته بكبح الفصائل المسلحة التي تستهدف منشآت أمريكية. وتولى الكاظمي المنصب في مايو بدعم من طهرانوواشنطن لكنه أمام موازنة صعبة بين الدولتين الحليفتين لبلاده اللتين تسببت العداوة بينهما في تهديد متكرر بدفع المنطقة للمزيد من الصراع. وقال الجيش العراقي إن المداهمة، التي نفذتها خلال الليل قوات من جهاز مكافحة الإرهاب دربتها الولاياتالمتحدة، استهدفت أفراد فصيل مسلح يشتبه في أنهم وراء إطلاق صواريخ على سفارات في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وعلى مطار بغداد الدولي. وأضاف أن السلطات العراقية تستجوب 14 رجلا اعتقلتهم خلال المداهمة. وحدث ذلك بعد عدد من الهجمات الصاروخية بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد ومواقع عسكرية أمريكية أخرى في البلاد في الأسابيع الأخيرة. لكن الواقعة تسلط الضوء أيضا على مدى صعوبة مواجهة الفصائل المدعومة من إيران مع هيمنة تلك الفصائل على قطاعات كبيرة من المؤسسات الأمنية والسياسية والاقتصادية في العراق. وبعد العملية قال الجيش إن مسلحين مجهولين قادوا سيارات صوب مبان حكومية ومقر لجهاز مكافحة الإرهاب وطالب مسؤولون في قوات شبه عسكرية بالإفراج عن أفراد الفصيل المعتقلين. وتأججت التوترات بين واشنطنوطهران بشكل خاص على الأراضي العراقية منذ عام على الأقل. وكادت التوترات أن تتحول إلى صراع إقليمي في يناير بعد أن قتلت الولاياتالمتحدة العقل العسكري المدبر لإيران قاسم سليماني والقيادي العراقي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد. وقال الكاظمي من قبل إنه لن يسمح بتحويل العراق إلى مسرح لمواجهة أمريكية إيرانية. وأظهرت أحزاب وفصائل مدعومة من إيران عداء متصاعدا للكاظمي، ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء العراقي للولايات المتحدة في الأسابيع القادمة في إطار محادثات بشأن علاقات بغداد مع واشنطن. وخفضت الولاياتالمتحدة من أعداد قواتها في العراق والتي تتمثل مهمتها الأساسية في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وهم عدو مشترك لبغدادوواشنطنوطهران وللجماعات المسلحة التي تدعمها إيران. وقبل أن يصدر الجيش العراقي بيانا عن المداهمة، قدم مسؤولون حكوميون ومصادر شبه عسكرية روايات متضاربة لما حدث. وذكرت المصادر شبه العسكرية ومسؤول حكومي أن من اعتقلوا نقلوا بعد فترة قصيرة إلى الجناح الأمني لقوات الحشد الشعبي. وقوات الحشد الشعبي إحدى مؤسسات الدولة العراقية وتضم فصائل موالية لإيران وأخرى غير موالية، لكنها تقع تحت تأثير الفصائل الموالية. لكن مسؤولا حكوميا ثانيا نفى ذلك وقال إن المعتقلين لا يزالون محتجزين لدى أجهزة الأمن. وذكرت المصادر أعدادا مختلفة للمعتقلين. وقال مصدر من الحشد الشعبي إن العدد 19 بينما أفاد مسؤول حكومي بأن العدد 23. وقال مسؤول حكومي لرويترز إن أحد الزعماء الثلاثة المحتجزين في المداهمة إيراني، وأضاف إن قوات خاصة عراقية من جهاز مكافحة الإرهاب نفذت المداهمة. وذكر مسؤول ثان في الحشد الشعبي أنه لم يتم اعتقال أي من قادة كتائب حزب الله ولا أي إيراني.