أوضح أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن ما جاء في دراسة جامعتي كامبريدج وميلانو بالمملكة المتحدة وإيطاليا يؤكد أن زيادة الوزن يشكل العامل الأكثر تأثيرا في تطور مرض السكري. مقاومة لتأثير الإنسولين ولفت في تصريح إلى «عكاظ»، إلى أن اتباع الأساليب الغذائية غير الصحية تمهد لاكتساب السمنة التي بدورها تمهد للإصابة ب«داء السكري 2» أي النوع الثاني أو ما يعرف ب«داء الحلو»، الذي يعتبر حالة تؤثر على طريقة استقبال الجسم للجلوكوز، الذي يعد مصدرا مهما لإمداد الجسم بالطاقة، فعندما يصاب الجسم بداء السكري النوع الثاني يحدث مقاومة من الجسم لتأثير الإنسولين المسؤول عن تنظيم حركة السكر في خلايا الجسم. وبين البروفيسور الآغا أن السكري النوع الثاني ينتشر عند البالغين، ولكن مع ظهور الوجبات السريعة وتناول الوجبات غير الصحية وزيادة السمنة لدى الأطفال بدأ يزداد معدل إصابة الأطفال بهذا النوع من السكري. خطوات محاربة السمنة وأكد الآغا أن محاربة السمنة تؤدي لتقليل فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، فقد أشارت الدراسات أخيراً إلى أن تقليل الوزن من (7% إلى 10%) يؤدي لخفض نسبة حدوث السكري من النوع الثاني للنصف، وهناك العديد من الأنظمة لمحاربة السمنة ويمكن اختيار النظام المناسب تحت الإشراف الطبي مع تجنب الحميات العشوائية من الإنترنت، إذ إن إنقاص الوزن لابد أن يكون بإشراف صحي ولاسيما إذا كان الفرد يشكو من بعض الأمراض المزمنة، ولكن النصائح العامة لإنقاص الوزن إذا كانت الزيادة في الوزن طفيفة هي الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، وتجنب تناول المشروبات الغازية وغيرها التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات وكذلك العصائر المعلبة، والحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة واستبدالها بالأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة، وزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي إذ إنها مفيدة لمرضى السمنة، وكذلك تعمل على خفض نسبة السكر في الدم وتقلل أيضا من تركيز الدهون في الدم، كما تعمل الألياف على زيادة الشعور بالشبع وتؤدي لتقليل عدد السعرات الحرارية. دراسة كامبريدج وميلانو وكانت دراسة حديثة أشارت إلى أن زيادة الوزن هي العامل الأكثر تأثيرا في تطور مرض السكري إذ توصل علماء جامعتي كامبريدج وميلانو بالمملكة المتحدة وإيطاليا إلى أن فقدان الوزن يساعد على القضاء على السكري، بل ويمنع الإصابة به. وحلل الباحثون بيانات 445.765 شخصا من البنك الحيوي البريطاني بمتوسط أعمار 57.2 عام، قسموا إلى مجموعات على أساس الاستعداد الوراثي والمخاطر المرتبطة بالوزن، وبمتابعتهم 8 أعوام، أصيب 31.298 من زائدي الوزن ب«داء السكري 2»، أما البدينون فكانوا عرضة للإصابة بنحو 11 ضعفا مقارنة بأصحاب الوزن الأقل، بغض النظر عن الخطر الوراثي، ما يؤكد أن الوزن أقوى المؤثرات في تطور السكري.