عندما أراد الله عز وجل من فوق سبع سماوات أن يكشف المنافقين امتحن قلوبهم بالاختبارات العديدة لكي يميز الخبيث من الطيب، فالمواقف هي التي تكشف معادن البشر. ومؤخرا فوجئت ببعض من يصفون أنفسهم بعقلاء السياسة بأنهم أقرب إلى الشماتين عندما حدثت واقعة طائرة مسيرة معادية بالقرب من مدينة أبها، ليعبروا عن آراء أقرب ما تكون للإسفاف، خاصة ممن يدعون أنهم أساتذة في الأخلاق السياسية. بئس أنصاف الرجال هم من يشمتون في الدول حينما تتعرض لاعتداء؛ يكنّون فى قلوبهم العداوة والبغضاء وما تخفي صدورهم أكبر، بل أقل ما يتم وصف هؤلاء بأنهم من يعشقون جمع الإعجابات على موقع تواصل غير مبالين بالكلمات المسمومة التي يقذفون بها شعوباً وأمماً راقية. وحقيقة تغريدة «محمد المختار الشنقيطي» الأخيرة تختصر كل فكر هؤلاء لمن لا يعرفهم، فيهللون لطائرة القتل ويشنعون بطائرة النقل، لا يعنيهم حجم الشر الذي يصيب بلادنا ما دام يخدم شعار قلوبهم السوداء التي لا يخرج منها إلا الحقد والضغينة لبلاد الدين والعروبة والخير. لقد ضرب «الشنقيطي» بالأخلاق والعلوم السياسية عرض الحائط، عندما هلّل للطائرة التي أرسلتها مليشيات إرهابية متطرفة مدعومة من إيران، وقد تتسبب في إيذاء مسلمين مدنيين عزّل وهي الأقرب لوجدانه إذا كان لديه وجدان أصلاً، فالذي لا يبالي بقتل المسلمين الأبرياء لا يستحق أن يكون إنساناً من الأساس. وهنا أتساءل كيف مُنح ذلك الشخص لقب أستاذ الأخلاق السياسية وهذا منطقه وتفكيره بعدما اتضح أنه نقيصة وعالة على العلم وأهله، وتتعاظم المشكلة كثيراً حينما يكون تلاميذه ممن يحملون فكره أساتذة جامعات من بعده. ولكن من الواضح أن من يحرك هذه الألسن والأقلام هو الأموال وليس الضمير أو المواقف السياسية، أعمت قلوبهم وعيونهم دولارات معدودات، وباعوا ضمائرهم بثمن بخس، جعلوا من الحق ضلالاً ومن الطيب خبثاً. وفي الختام، فإني على ثقة كبيرة بأن كذب هؤلاء الذين يتزعمهم «الشنقيطي» من خلال منصة قناة الجزيرة وحسابه النتن لن يصدقه أحد قدر أنملة، فالحق أحق أن يتبع، وما هؤلاء إلا كغثاء السيل الذي لا ينفع ولا يضر (وقد خاب من حمل ظلما). * مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية FaisalKadosssff@