يواصل الرئيس التركي رجب أردوغان استفزازاته في منطقة شرق المتوسط، إذ أعلن أمس (الثلاثاء) أن سفينة الريس عروج تواصل أعمال المسح والتنقيب بكل عزيمة شرق المتوسط. أطماع أردوغان المتهورة، التي قد تقود المنطقة إلى مواجهات عسكرية، تؤكد أن تحرك تركيا لتوقيع اتفاق مع ليبيا كان هدفه محاولة تقاسم ثروات المتوسط مع اليونان وقبرص ومصر. بل إن تدخل أنقرة في ليبيا ورقة ضغط لإفساد مفاوضات توزيع ثروات المتوسط، فهي تستهدف اليونان وقبرص ومصر أكثر منها دعماً لحكومة الوفاق. كما أن تركيا تدرك أهمية منطقة شرق المتوسط الغنية بالنفط والغاز، فضلاً عن أهمية موقعها الإستراتيجي، إذ تمثل هذه المنطقة أبرز نقاط عبور البترول والغاز من الشرق الأوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي، وتطل على 3 قارات. لكنها في المقابل لا تدرك خطورة التحركات المتهورة التي يقودها أردوغان وسط توترات كبيرة، على خلفية أنشطة التنقيب التركية، إذ أعلنت دول أوروبية (فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص) القيام بمناورات عسكرية في تلك المنطقة، وطالبت تركيا بعدم التصعيد، ما ينذر بتفاقم الوضع في حال استمرار الاستفزاز التركي وزج المنطقة في معترك جديد يزيد من اضطرابها ويكبدها المزيد من المعاناة وعدم الاستقرار، لذا لا بد أن يقف المجتمع الدولي بحزم في وجه أردوغان لتقليص أطماعه وأفكاره الشيطانية.