في رثاء أغلى من فقدت والدي الدكتور فهد بن جابر الحارثي، ووالدتي نجاة بنت الشيخ أحمد اليامي، الرثاء لا يعيد من رحلوا، ولكن البوح الصادق يسافر لأماكن لا نعلمها: سنينَ العمرِ أَطْرُقُها جريحاً إلهي يا مجيبَ السائلينا يظلُّ الليثُ بعد الجرحِ ليثاً ويبقى الضبعُ ضبعاً.. يزدرينا فأين أحبةٌ رحلوا وأبقَوْا لنا دمعاً يهزُّ العالمينا وقد سلبوا القلوبَ فليس يبقى سوى حزنٍ لذكرى الراحلينا لهم في كلِّ ركنٍ ألفُ نورٍ وظلٍّ إن سهوْنا يرتجينا لهم صوتٌ.. لهم ضحكاتُ حبٍّ تكسِّرُ كلَّ ما لم ينْجُ فينا وكيف أعيشُ إن سكنوا برملٍ وكيف عزاءُ من يعتادُ طينا قَفارٌ روحُنا، والأرضُ عطشى بلا شجرٍ ولا مطرٍ يقينا بلا خِلٍّ نسامرُه ويدنو فنضحكُ تارةً وننوحُ حينا سنينُ العمرِ مقبلةٌ وتمضي إلى الإدبارِ حاملةً يقينا لنا قدرٌ سيقذفُنا طواعاً إلى لهبِ الحياةِ ويمتطينا كما القربانِ نمشي دون حولٍ يلينُ الصخرُ، لكن لن نلينا كأنا شعلةٌ من نارِ عمرٍ سبيلُ الشوكِ ليس يصيرُ تينا ويبقى في فمي للحبِّ شِعرٌ يُضيءُ كما وجوهِ المؤمنينا سأنشدُه بفرشِ الموتِ حتماً.. فبعدَ الموتِ عدلٌ يحتوينا فإن ضاقَت دروبُ الأرضِ يوماً فعند اللهِ لُقيا العاشقينا