من أسرة «جداوية» عريقة أنجبت عباقرة التجارة والصناعة والرياضة؛ نَبَتَ ذلك الأستاذ الجامعي «المهووس» بكرة القدم.. وفي حُبِّ «جدة والجداويين»؛ أَلَّفَ كتاباً بذلك المسمى.. وبين قلم أكاديمي ورياضي؛ هناك باحث في علم الجغرافيا السياسية وأسسها، ورمز صانع لكرة القدم وتاريخها.. أما اللحظة الأهم في حياته؛ حصوله على «الدكتوراه» من أمريكا.. وفوق هذا وذاك؛ شخصية رفضت الفئوية والتعصبية بصراحته المتفردة وشفافيته المريحة.. إنه الدكتور عبدالرزاق أبو داود. عن الوجه الذي لا يعرفه الآخرون عنه وساعده على آهات الزمان وتقلبات الإنسان؛ أخذ «الشوق» حيزاً جميلاً من مساحة قلبه فأهداه لشقيقته الكبرى.. واحتفظ بكنز صداقات صباه وطيبة طفولته البريئة وأفكار مراهقته المندفعة.. وحين ابتعد عن «المناكفات» ولعبة «الكراسي»؛ آمن أن الصبر والأناة والمصداقية أغلى من الأخبار الملونة والوهمية. وبين لوجستية رياضي ومهنية أكاديمي؛ حصد نجومية كرة القدم، وأمسك بالمجد العلمي أستاذاً جامعياً.. وبين الرياضة والتأليف؛ أصدر كُتُباً صنعت التاريخ الكروي الوطني، وأسست للجغرافيا السياسية المعاصرة.. وبين الغرور والتواضع؛ لم ير نفسه أحد النجوم الكبار إنما ابناً للرياضة مخلصاً.. ومع الصحافة الرياضية؛ محللاً وكاتباً ومساعداً لرئيس تحرير «عكاظ» ورئيساً للقسم الرياضي. في إيمان أن لكل مرحلة مقتضياتها ولكل سنٍّ أحكامها؛ امتلك روحاً لم يطمسها الزمن ولا يواريها الغياب.. مع جاذبيته الشخصية؛ متسامح متصالح هادئ ودود.. وعند رسالته الرياضية؛ جاءت أطروحاته جزءاً من كرة القدم الحديثة.. ومن بصماته الإعلامية؛ قدَّم نموذجاً للناقد الرياضي الرصين تطهيراً من الإساءات الخبيئة والأفكار الخبيثة و«الأنا» القاتلة. ومع بداية الثمانينات الهجرية؛ انطلق مع «كرة القدم» لاعباً بمركز «الدفاع».. وحين ظَفَرَ بالسمات القيادية؛ اختير منفذاً للانضباط التكتيكي داخل الملعب.. وفي العشرين لسني عُمره حمل «شارة الكابتنية» للفريق الأهلاوي، وبعد 3 أعوام قائداً للمنتخب الوطني.. ومع البطولات؛ أكثر لاعبي جيله تحقيقاً لبطولة كأس الملك. من عراقة رياضية لا يمكن محوها؛ احتفظ بتجربته الباهرة الأصيلة عبر نصف قرن من الزمان، فلم يستطع أحد التأثير على تاريخه الكروي ومكانته.. وبين جيلي البطولات والانكسارات؛ يرى أن لكل منهما نجاحاته كما هي إخفاقاته.. أما لماذا رفض التصنيفات الكروية؟؛ فلأنها تولِّد «الحزازات» وتترك «الإحباطات» في النفوس. وحين اعتزل كرة القدم لاعباً؛ لم يترك عشقه الأبدي «الراقي»، فكان رئيساً ونائباً ومديراً للكرة وعضواً شرفياً.. وعند مُؤلَّفه «موسوعة تاريخ الأهلي»؛ أشبَعَ نهم محبي الملاعب بثلاثة مجلدات و1500 صفحة، للتعريف بذلك الكيان المضيء في الرياضة السعودية وشمولية برامجه التطويرية.. نادٍ صنع النجوم فكتب التاريخ إنجازاته وبطولاته.