والمنتخب الوطني مقبل على نزال مهم في منعطف حساس يوم الثلاثاء القادم في ختام مرحلة الذهاب للتصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 أمام اليابان، كم أتمنى أن يترك المسؤولون عن كرة القدم السعودية سواء في الهيئة العامة للرياضة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم الحديث عن أي أمرٍ فني يخص فريقنا الوطني الأول، فلا تكنيك ولا تكتيك يمكن الحديث عنه من قبل مسؤولين مهمتهم إدارية بحتة، لأن الحديث داخل الملعب ليس من اختصاصهم، وهناك جهاز فني للمنتخب هو المخول بالحديث والتعليق. لا نريد من مسؤولينا أن يسهبوا في هذا الشأن وأن يجعلوا من أنفسهم مديرين فنيين كباراً كما يفعل بعض رؤساء الاتحادات الكروية والمؤسسات الرياضية ورؤساء الأندية لدينا وفي الوطن العربي. وليت قنواتنا الرياضية وكل القنوات المهتمة بالشأن الكروي بكل مراسليها ومذيعيها ومعديها ومقدميها، يهتدون إلى طريق المهنية الحقيقية عند الحديث في الأمور الفنية، فلا يسألون الرئيس العام للهيئة الرياضية ولا رئيس الاتحاد الكروي المحلي عن هذه الأمور، ولا يسألون أحداً غير المختصين والعارفين والممارسين.. فهناك مدربو الأندية في الفريق الأول لكل ناد يمكن الاستنارة برأيهم عند الحديث عن المنتخب الوطني الأول، وكذلك يمكن استضافة مدربي فرق الأندية الأوليمبية ومدربي الفئات السنية شباب وناشئين داخل هذه الأندية عندما يكون الحديث متعلقاً بمنتخبات هذه الفئات. يجب أن نؤسس لهذا الوعي حتى نحلم بغد أجمل لرياضتنا وكرتنا على الرغم من كل الانتكاسات والمحبطات! بعد ذلك يمكن لنا أن نقول إنه من الظلم أن لا يعود منتخبنا الوطني الأول إلى وضعه الطبيعي كواحد من أقوى المنافسين في القارة الآسيوية. وسنتفاءل بالمضي قدماً نحو هدفنا إذا منحنا كامل الصلاحيات ومطلق الحريات لصاحب العمل في تسيير عمله دون تدخل ودون فرض توجهات معينة، فهكذا فقط سنسير في الطريق الصحيح، وسيمكننا أن نبلغ الهدف الأهم ولو بعد حين. يستحق المنتخب السعودي الانتصار العريض الأخير على الإمارات وهو دافع قوي جداً لعناصر الفريق في نزالهم المتبقي في ختام مرحلة الدور الأول، وهم قادرون على خطف بطاقة التأهل للمرحلة النهائية على الرغم من حراجة الوضع وخطورته وتقلبات النتائج وفجائيتها كما حدث في سنوات سابقة. يستحق كل أعضاء المنتخب من إداريين وفنييين ولاعبين التحية على جهودهم الأخيرة وهي نقطة تحول مهمة في مسيرة المنتخب السعودي لاستعادة توازنه ومن ثم التأسيس لحقبة كروية سعودية مختلفة لن يكون لها الثبات على الدرب، إلا إذا عاد المسؤول الأول عن الرياضة في وطني (الأمير عبدالله بن مساعد) إلى الاهتمام بتطوير رياضة البلد ككل، وهو ما يجب أن يعمل عليه في كل الاتجاهات والألعاب وأن يهتم سمو الرئيس ببناء عقليات الشباب من خلال الرياضة وبرامجها دون الدخول في معتركات تعصبية مثل من هو الأكثر بطولات أو من هو الأقل! هذه أمور هامشية و(ترهات) في رأيي، لأن رئيس هيئة الرياضة، أو هكذا يفترض، يجب أن يكون هدفه الأهم في المرحلة المقبلة هو بناء شباب الوطن بما يسهم في تعزيز حبهم لبلادهم والعمل على تعزيز مكتسباتنا الوطنية، لا أن يدخل سموه في صراعات المشجعين ويحشر قامته الكبيرة وعقليته الفذه التي يباهي بها البعض في نفق كله عتمة بفعل ظلمات التعصب والأمية!. دون ذلك لن يكون هناك أي انقلاب رياضي كروي سعودي جديد نتمناه، لأنه لن يتبدل ما في الأعيان، إذا لم يتبدل ما في الأذهان! [email protected] ali_makki2@