فيما تواصل جائحة كورونا نشاطها وتتضاعف عدد حالات الإصابة المؤكدة في العالم؛ تواجه العديد من الدول تحديات كبرى مع اقتراب مواعيد العودة للمدارس والتي ستكون في شهر سبتمبر القادم في معظم تلك الدول، وفي المملكة تواصل وزارة التعليم استعداداتها للعام الدراسي الجديد عبر عدد من الخطط التي رسمتها الوزارة، حيث كشف وزير التعليم في وقت سابق آلية العودة لمقاعد الدراسة للعام الجديد والتي ستكون وفق ثلاثة خيارات تشمل النطاق الأخضر ويشمل المدارس الواقعة ضمن (نطاقات مكانية آمنة صحيا) والنطاق البرتقالي ويشمل المدارس الواقعة ضمن (نطاقات مكانية أمنة صحيا بنسب معينة) والنطاق الأحمر ويشمل المدارس الواقعة ضمن (نطاقات مكانية تتسم بالخطورة) ويتم تحديد نسب الخطورة والسلامة من خلال وزارة الصحة وستكون الدراسة في المدارس الواقعة في النطاق الأخضر وفق الحضور الكامل مع تفعيل منصات التعليم عن بعد والبث التلفزيوني والرقميش. إصلاح المباني وتأكيدا لاستعدادات الوزارة للعام الجديد بدأت إدارات التعليم عمليات إصلاح وتشغيل المباني المدرسية، وصيانة وإصلاح وتشغيل أجهزة التبريد والتكييف والتدفئة في المباني المدرسية، كما وجه وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ باستئناف العمل لعقود نظافة المباني المدرسية مع عودة المعلمين والإداريين للمدارس اعتبارا من يوم الأحد القادم كما عقد معالي وزير التعليم مؤخرا لقاءً عن بُعد مع مديري التعليم بمناطق ومحافظات المملكة، وذلك لمناقشة أبرز الاستعدادات والمستجدات للعام الدراسي المقبل، وضمان بداية جادة وفق ماهو مخطط له. جاهزية تامة وأكد آل الشيخ على أهمية جاهزية إدارات ومكاتب التعليم لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتعامل مع الظروف الاستثنائية كافة، التي تضمن استمرار العملية التعليمية خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك رفع الجاهزية لعمليات التعليم عن بُعد في كل الأحوال، والاستعداد لاستقبال الهيئة التعليمية والإدارية، داعياً إلى استكمال جميع أعمال الصيانة والتشغيل في المدارس والمرافق التعليمية، وتوفير أدوات النظافة والتعقيم، إضافة إلى اكتمال وصول الكتب لإدارات التعليم وتوزيعها على المدارس، واستثمار هذه الفترة في تدريب المعلمين والمعلمات حول برامج التعليم عن بُعد، واستصدار أدلة تنظيمية وإرشادية للمدرسة والمعلمين والطلاب والطالبات وأولياء الأمور؛ ولتقديم الدعم الفني والمعرفي والنفسي خلال هذه المرحلة. مراجعة البروتوكولات ولفت وزير التعليم إلى أهمية مراجعة البروتكولات الوقائية والتدريب عليها بما يكفل حماية الجميع، مؤكداً على أهمية استكمال تشكيل اللجان المتخصصة المطلوبة في إدارات التعليم والمكاتب والمدارس؛ لتطبيق تلك البروتكولات، والتعامل مع متطلبات وأدوات وإجراءات التعليم عن بُعد كجزء مُكمل لعمليات التعليم الحضورية الكلية أو الجزئية . الحفاظ على المكتسبات النجاحات التي حققتها المملكة في جهودها للتصدي لجائحة كورونا عبر العديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية التي اتخذتها على مدى أكثر من ستة أشهر منذ ظهور هذه الجائحة والتي ساهمت في تحجيم وضع الفيروس في المملكة والحد من انتشاره وتقليص عدد الحالات الحرجة والوفيات مقارنة مع العديد من دول العالم؛ تضع المزيد من التحديات أمام صانعي القرار في وزارتي التعليم والصحة خاصة مع احتمالات أن تساهم عودة أكثر من سبعة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام والجامعي بالإضافة لأكثر من 700 ألف معلم ومعلمة لمدارسهم في خلق فرص كبيرة لتسارع العدوى وزيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس وهو ما قد يلقي بظلاله على أداء المؤسسات الصحية؛ الأمر الذي يجعل من اعتماد التعليم عن بعد كأحد أهم الخيارات للفصل الدراسي الأول المقبل . ولا زال الأمل قائما في الوصول للقاح ناجح للفيروس وهو ما سيعيد التوازن في كافة الخطط ويلغي كافة المخاطر المحتملة.