الحالة التي نعيشها اليوم استثنائية، ومعظم الأجهزة الحكومية تعمل بطاقتها القصوى للتعامل مع آثار أزمة كورونا كوفيد 19 وتلبية متطلبات الاستمرار في تقديم الخدمات والوفاء بالواجبات وتحقق نجاحا ملحوظا، لذلك من المهم تقدير الجهود المبذولة وتفهم بعض أوجه القصور التي يسببها ضغط الأزمة ! ليس الأمر دعوة للتوقف عن ممارسة النقد في وسائل الإعلام والتواصل والمجالس الخاصة، وإنما تأكيد على التحلي بالموضوعية ووضع النقد في إطاره المحدد دون تعميم، فلا نمارس النقد العام من زاوية التجربة الشخصية وحدها، فلا يعقل أن يصادر المرء جهد جهاز كامل لمجرد أنه واجه قصورا في حالة شخصية واحدة قد تكون لها ملابساتها ومسبباتها وربما معلوماتها القاصرة، ويتجاهل في الوقت نفسه تجارب الآخرين الإيجابية ! من حقنا كمجتمع أن نطالب العاملين في قطاعات الدولة بأداء فاعل ومحترف، لكن من حقهم علينا أيضا أن نثمن جهودهم ونقدر الظروف الاستثنائية التي يعملون فيها هذه الفترة، ولا نجعل من الحالات الفردية مقياسا للتقييم الجمعي، فنقع في خطأ مصادرة الحالة العامة الإيجابية بسبب الحالة الخاصة السلبية ! إن ممارسة النقد استدلالا بالمواقف والتجارب الشخصية حق أصيل، في إطار الإصلاح ما دام الطرح يبقى في دائرة الحالة المحددة دون تعميمها، لكن أكبر خطأ يقع فيه أي ناقد هو إطلاق الأحكام العامة من خلال التجارب الخاصة وحدها ! K_Alsuliman@ [email protected]