في المعركة التي يخوضها الإنسان بأعين مغمضة ضد عدو شبح، هو فايروس كوفيد-19؛ من دون دواء ناجع، ولا لقاح مؤكد الجدوى؛ يشكو العلماء، الذين يصلون النهار بالليل لابتكار دواء ولقاح، من أن أبحاثهم تتعرض لعراقيل عدة، خارجة عن نطاق سيطرتهم. ونسبت «نيويورك تاميز» أمس إلى باحثين يشرفون على أكثر من 10 تجارب سريرية قولهم إنهم يواجهون تأخر وصول نتائج الفحوص، ونقص الموظفين، وإعراض المصابين عن التطوع بتجربة العقاقير الخاضعة للتطوير. ونتيجة لذلك تتطاول الآجال المحددة لإتاحة تلك الأدوية. وأشارت إلى أن آخر تلك التأخيرات إعلان شركة ريجينيرون لصنع العقاقير أن جرعة من «كوكتيل أجسام مضادة» وعدت بإتاحتها بحلول نهاية الصيف، لن تتيسر، لأن البيانات الأولية لتجارب الكوكتيل على البشر لن تكون متاحة قبل نهاية سبتمبر. وقالت إنها تأمل بأن تفي بوعدها قبيل انتهاء السنة الحالية. وهو المصير ذاته الذي يواجهه لقاح يعتمد على الأجسام المضادة المأخوذة من متعافين من كوفيد-19 تقوم بتطويره شركة إيلي ليلي الكندية. وفي دراسة جديدة، قال علماء مستشفى مايو كلينيك إن بلازما النقاهة، التي تؤخذ من دماء متعافين من كوفيد-19، ليُحقن بها مصابون بالفايروس، ستساعدهم على تعافٍ أسرع. بيد أن الخبراء قالوا، طبقاً لأسوشيتد برس أمس، إن لا دليل علمياً حتى الآن على صحة ذلك الافتراض. لكن قائد البحث بمستشفى مايو كلينيك الدكتور ما يكل جوينر أكد أن بياناتهم، المستمدة من تجارب سريرية شملت 64 ألف مصاب في الولاياتالمتحدة، تبشر بأمل كبير في نجاح بلازما النقاهة في دحر كورونا. غير أن الخبراء اعتبروا أن تلك التجارب ليست تجارب سريرية رسمية تنتظم في خيط واحد. ومع أن دراسات مماثلة في أرجاء العالم تحاول جاهدة إثبات جدوى بلازما النقاهة، إلا أن الدليل لا يزال غائباً. وقالت الأستاذة بجامعة نيويورك ميلا أورتيغوزا إن العالم ظل يتجادل منذ 120 عاماً حول جدوى بلازما النقاهة، دون التوصل إلى إجابة قاطعة. وأضافت أن المشهد الراهن ليس سوى إعادة مملة لما كان عليه الوضع العلمي غداة اندلاع جائحة الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918. وتقوم نظرية بلازما النقاهة على أنه عندما يتعرض الجسم لغزو من جرثومة، أو فايروس جديد، فإنه يطلق بروتيناً (دُهناً) يسمى «الأجسام المضادة»، مهمتها الأساسية استهداف الفايروس المُغير، ومنع الالتهاب الذي يسببه. وتطفو الأجسام المضادة على البلازما.