تأكيداً لما نشرته «عكاظ» أخيراً، بشأن إقبال اليابانيين على غسول للفم يزعم أنه يعالج مرض كوفيد-19؛ قال علماء -في بحث نشرته مجلة أمراض الفم- إن من شأن غسول الفم الذي تستخدم مادة اليود في صنعه أن يدمر فايروس كورونا الجديد، أو يخفّفَ أعراض المرض إذا أصيب الشخص. وذكر علماء جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، أنه إذا كان الغسول مصنوعاً على وجه الخصوص من مادتيْ بوفيدون واليود، فيمكن أن يكون له تأثير مدمر كبير على الفايروس. وأوضحوا في بحثهم أنهم اختبروا مجموعة صغيرة من المصابين بكوفيد-19، واكتشفوا أن استخدام غسول الفم قلّص عدد الفايروسات الموجودة في لعابهم. ويُذكر أن العلماء يرون أن الأحمال الفايروسية المتدنية -وهو عدد الفايروسات التي تدور داخل الجسم- ترتبط إما بالأعراض الطفيفة للإصابة، أو التعافي السريع. وقال العلماء الإسبانيون إنهم لاحظوا أن غسول الفم المستخدمة فيه مادة اليود أثبت نجاعة في تخفيف مرضيْ «ساس» و«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية». وبما أنهما شبيهان للغاية بكوفيد-19، لذلك قرروا تجربته على مرضى كوفيد-19. وأوضحوا أنهم استقوا تلك الخلاصة من تجربة سريرية شملت 4 مرضى فقط. لكن نتيجتها كانت مبشرة، وتشير إلى أن بالإمكان استخدام غسول الفم من قبل المصابين والأصحّاء. وطالبوا بإجراء دراسة موسعة لاختبار النظرية التي توصلوا إليها. ونصحوا باستخدام غسول الفم الذي يشترط أن يكون طبياً، وليس الأنواع التجارية الشائعة في الأسواق، خصوصاً خلال الأسبوع الأول بعد تأكيد تشخيص الإصابة. وتخلو منتجات غسول الفم المتداولة في الأسواق من مادة اليود المطهرة، المعروفة منذ القدم في العالم. ويعرفها الجيل القديم ب«صبغة اليود»، وتستخدم لتطهير الجروح والحروق. ويملك اليود قدرة عالية على قتل أنواع كثيرة جداً من الجراثيم، والفايروسات، والفطريات. ولاحظ معدو البحث أن الأحمال من فايروس كورونا الجديد لدى المصابين انخفضت بشكل كبير، فالشخص الذي يلتقط العدوى من سعال مصاب في المستشفى تصبح أحماله الفايروسية عالية في لعاب المصابين الأربعة، بعد االمضمضمة بغسول الفم. وأكدوا أن الأحمال الفايروسية تنحو لأن تكون عالية لدى الشخص الذي يلتقط العدوى من سعال مصاب في مستشفى، مقارنة بمن يلتقط العدوى من مقبض باب لمسه شخص مصاب لم تظهر عليه أعراض المرض. وأشارت دراسات سابقة إلى أنه كلما انخفض الحمل الفايروسي (Viral load)، تضاءلت احتمال تفاقم الحالة الصحية للمصاب، وبالتالي تضاءلت احتمالات وفاته بالمرض. وكان علماء أشاروا في مايو الماضي إلى أن من شأن غسول الفم أن يدمر الغلاف الخارجي للفايروس، ما يمنعه من استنساخ نفسه داخل الفم والحلق. والمعروف أن فايروس كورونا الجديد ينتمي إلى نوع «الفايروسات المُغَلَّفة»، أي المغطاة بطبقة دهنية، وهي تتأثر سلباً إذا تعرضت لأنواع محددة من المواد الكيميائية. واضطرت شركة تنتج غسول الفم الذي يباع تحت علامة «ليسترين» إلى إصدار بيان يوضح للجمهور أن منتجها لا يوفر وقاية من فايروس كوفيد-19. لكن علماء جامعة كارديف البريطانية قالوا إن أصناف غسول الفم الشائعة في الصيدليات والأسواق بحاجة إلى دراسات معمّقة. ووافقهم على ذلك نظراؤهم في جامعات نوتينغهام، وأوتاوا، وبرشلونة، وكامبريدج. وعلاوة على ذلك، فإن علماء جامعة أدنبرة في أسكتلندا قالوا أخيراً إن من شأن المضمضة بالماء المالح أن تعالج كوفيد-19، إذ اتضح أن الماء المالح يخفض أعراض السعال ونزلات البرد، قبل أن تسوء. وقرروا تجنيد متطوعين لإجراء تجارب علمية بهذا الشأن. ورجحوا أن الملح يعتبر مادة سامة بالنسبة للفايروسات، أو أنه ربما يقوم بتفعيل الآلية المناعية الداخلية في خلايا منطقة الشعب التنفسية. كما أن الملح يمكن أن يستخدمه الجسم ليصنع منه مادة كيميائية تسمى هايبوكلورس، توجد عادة في سوائل التنظيف، وهي قادرة على قتل الفايروسات. وأكد مدير معهد أوشر بجامعة أدنبرة البروفسور عزيز شيخ أن الجامعة قررت المضي قدماً في تجارب لإثبات جدوى معالجة كوفيد-19 بالماء المالح.