لا يمر يوم 11 أغسطس من كل عام دون أن تستعيد ذاكرة الفن الأصيل، صوت الأرض وقيثارة الشرق طلال مداح، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2000، أي قبل عقدين من الزمن تاركاً خلفه إرثا كبيراً من الإبداع، قلما يجد وريثاً شرعياً له. أما اللافت في الأمر أن ذات التاريخ، أضحى أيضا علامة فارقة في عالم الكوميديا الخليجية، التي فقدت أحد أبرز نجومها، وأبرز صناع بهجتها عملاق المسرح الكويتي بل والخليجي الفنان عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية عام 2017، أي قبل 3 سنوات، بينما لا تزال أعمالهما تعبق فضاءات الفن والشجن معا.. رحم الله العملاقين. محطات في حياة طلال مداح ولد في 5 أغسطس عام 1940 وتوفي في 11 من الشهر ذاته عام 2000. ظهرت موهبته منذ الصغر في الطائف أثناء غنائه مع أصدقاء والده علي مداح. بدأ يغني في حفلات عامة وخاصة حتى ذاع صيته. تعلم التراث الحجازي ومقاماته على يد عبدالرحمن خوندنة أول من تبناه وعلمه عزف العود. عمل موظفا في البريد السعودي بالطائف ثم استقال واتجه إلى عالم الفن. طلبه مدير إذاعة جدة عباس غزاوي لتسجيل أغانٍ لصالح الإذاعة. لحن أغنية «وردك يا زارع الورد» وهو في عمر صغير ونجحت نجاحاً ساحقاً جعله يستمر في التلحين والغناء. قدم أغاني خالدة مثل سهرانين، وأسمر من البر، ومجروح وائن، وغريبة تشك في إخلاصي، وطال الجفا، ويا قمر تسلملي عينك، وغيرها، تم تسجيلها في بيروت وأنتجت في أسطوانات. قام بدور بطولة في فيلم سينمائي مع المطربة صباح وقدم فيه أغنية مصرية بعنوان «اسمحوا لي». مثّل في مسلسلين بالأبيض والأسود بعنوان «الأصيل» و «شارع الضباب» لكنه لم يجد نفسه بالتمثيل. قدم أغاني سعودية كلاسيكية، وغنى باللهجة المصرية واليمنية والكويتية والبحرينية والسودانية في العشرينات من عمره. انطلقت شهرته عربيا بأغنية «مقادير»، بوابة عبوره للدول العربية، وغنتها بعده وردة الجزائرية وعدد من فناني إندونيسيا. ترك بصمة في الأغنية السعودية تجاوزت حدود المملكة إلى كافة الدول العربية. رائد الحداثة بالأغنية السعودية وسفيرها إلى العالم (لندن، وباريس). قالت عنه كوكب الشرق أم كلثوم: سيصبح يوماً «نابغة».. طلال المطور الأساسي للأغنية السعودية. تعاون مع عمالقة الشعر كأمير الشعراء أحمد شوقي ونزار قباني والأمير عبدالله الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن. غنى ما يزيد عن 2000 أغنية، بخلاف الأعمال التي لحنها لكبار المطربين، سعوديين وعربا. رغم مرضه بالقلب في السنوات الأخيرة لم يستسلم للراحة حتى آخر لحظة. لفظ آخر أنفاسه على خشبة مسرح «المفتاحة» في مدينة أبها. محطات في حياة عملاق المسرح الخليجي.. الفنان الكوميدي الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا ولد في 6 ديسمبر عام 1939 وتوفي في 11 أغسطس عام 2017. يعد أشهر فناني الخليج، وأحد قلائل الممثلين الخليجيين الذين تجاوزوا ال50 عاماً في التمثيل. تعلم في مصر فنون الطباعة واستكمل دراسته في ألمانيا. تدرج في الوظائف ليصل إلى مراقب عام قسم الطباعة بوزارة الإعلام الكويتية. خاض تجربة الأوبريت ليصبح أول فنان كويتي في هذا المضمار كما غنى في العديد من أعماله. غنى للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء زيارته للكويت بعد التحرير أغنية «مستر بوش» بمشاركة حياة الفهد وداوود حسين. مثل لأول مرة في مسرحية «صقر قريش» عام 1961 إذ كان بديلا للممثل عدنان حسين. قدم أكثر من 90 مسلسلا، أبرزها لعبة الأيام، ومواقف، وأبوالملايين، والتنديل، والحب الكبير. قدم العديد من الثنائيات في الإذاعة والتلفزيون. شارك في أكثر من 30 مسرحية أهمها، صقر قريش، على الطاير، وقناص خيطان. ألّف وكتب 23 عملاً، منها باي باي عرب، وباي باي لندن، وعلى هامان يا فرعون. تعرض لعدة أزمات صحية، أبرزها عام 2003 حين تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره مسلسل «الحيالة». وفي عام 2005 تعرض لجلطة في المخ بعد تصويره مسلسل «العافور». ونقل يوم 9 أغسطس عام 2017 لمستشفى في لندن بعد تعرضه لجلطة حادة في القلب.