فيما تواصل تركيا تأجيج الصراع في ليبيا، حذرت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، من خطر تحول النزاع إلى حرب إقليمية، كاشفة أن الليبيين يشعرون بالإنهاك ويتخوفون من أن يصبح مصيرهم ومصير بلادهم في أيدي الأطراف الخارجية. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس (السبت)، عن ويليامز قولها: إن الشعب الليبي يسعى إلى وقف القتال وإطلاق تسوية سياسية شاملة، إلا أنها عبّرت عن مخاوفها من أن وجود عدد كبير من اللاعبين الخارجيين الذين لديهم أجنداتهم الخاصة، يرفع خطر سوء التقدير واندلاع نزاع إقليمي على الأرض الليبية. واعتبرت أنه من الصعب للغاية إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا طالما تتواصل الحرب بالوكالة بين قوى خارجية، لافتة إلى أن الجهود المبذولة لمنع تهريب الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، غير كافية. وأكدت المبعوثة الأممية، أنها تعمل على تأمين هدنة جديدة وإنشاء منطقة منزوعة السلاح وسط البلاد مع الفصل بين قوات الوفاق والجيش الوطني في محيط سرت، إضافة إلى إخراج جميع المقاتلين الأجانب خلال جدول زمني متفق عليه. من جهته، طالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، تركيا بالتوقف عن تدخلها في الشأن العربي، واصفاً التصريح الأخير لوزير دفاعها خلوصي أكار بأنه «استفزازي»، وأنه بمثابة «سقوط جديد لدبلوماسية أنقرة». وقال في تغريدة أمس: «التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده»، مؤكداً أن منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي. وشدد على أن العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية في هذا الزمن، والأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي. وكان أكار هاجم الإمارات ومصر، خلال مقابلة مع الإعلام القطري. وزعم أن الإمارات ترتكب أعمالاً ضارة في ليبيا وسورية. وحذرت الإمارات مما وصفته بطبول الحرب التي تقرع حول سرت في إشارة إلى إصرار حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة المضي قدماً نحو المدينة. في غضون ذلك، حذرت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، السفن والطائرات من الاقتراب من ليبيا دون التنسيق معها. وطالب المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري، في بيان أمس (السبت)، الدول التي يمكن أن تقترب ناقلاتها الجوية أو البحرية من المياه الإقليمية أو الأجواء الليبية إلى التنسيق مسبقاً للحيلولة دون وقوع تصادم معها.