أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله المنيع، في خطبة عرفة، أن الشريعة جاءت بإجراءات توصل إلى سلامة البلاد والعباد واستقرارهم وتمكنهم من أداء مهماتهم وأعمالهم، كما جاءت بحفظ الحقوق وصيانة الدماء والأموال، وحرّمت الاعتداء والإيذاء للآخرين، كما منعت تأجيج الصراعات، وتغذية الإرهاب، ونهت عن الإفساد في الأرض، وأمرت بالابتعاد عن مسببات الفتن، وأكدت على عدم الاستجابة للأعداء المتربصين، والالتزام بالأنظمة وطاعة ولاة الأمر في غير معصية، وأمرت بالعدل وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، والصلح والإصلاح. وفي الجانب الطبي، جاءت الشريعة بتوجيهات تؤدي إلى حفظ الصحة وسلامة الأبدان، فمن ذلك أن أمرت بالطهارة والنظافة، والمحافظة على البيئة نقية طاهرة، وأباحت طيب الطعام، ونهت عن المضر منه، وشرعت طرائق لحماية المجتمعات من انتشار الأمراض والأوبئة. وأضاف المنيع أن القرار الحكيم من حكومة المملكة بإقامة شعيرة حج هذا العام بأعداد محدودة، من الموجودين داخل المملكة من مختلف الجنسيات، جاء حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي لضمان سلامة الإنسان وحمايته من أسباب الجائحة وتحقيقاً لمقاصد الشريعة في حفظ النفس البشرية، شاكراً الدور الإيجابي للمسلمين كافة في التجاوب مع إجراءات الدولة لحمايتهم من تفشي الوباء باتخاذ الإجراءات المؤدية إلى حماية مكة والمدينة. وسأل المنيع، الله في ختام خطبته أن يرفع الوباء ويشفي المرضى ويمكّن الباحثين والعاملين بمجال الأمراض والطب من اكتشاف أدوية الأمراض وعلاجات ولقاحات الأوبئة.