يستتر خلفَ جدار العزوفِ عن الكتابة على مواقع التواصل على مستوى العالم ، كثيرٌ من ذوي المناصب العليا، والأدباء، والشعراء، والمثقفين، والصحفيين، وكتاب الرأي، ومقدّمي البرامج التلفزيونية والإذاعية، وكتّاب القصة والرواية والمؤلفين، والمونولوجيست، والسيناريست، ومَن تَغُصُّ بهم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتُصَفِّقُ لهم الجماهير، وحين يكتب أحدهم تغريدةً على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» ينفضح أمره، وتنكشف سوأة ضعفه وعجزه وعدم قدرته على الكتابة بشكلٍ صحيح. الكتابة التلقائية التي لا يقتفيها مصححٌ، ولا يدققها مدققٌ، كفيلة بإظهار كاتبها على حقيقته، بل إبراز ضعفِ قدرته الكتابيّةِ، وسوء معرفته بأسسِ الكتابة، وضحالة فكره وعجزه عن التميُّزِ والإبداع والمهارة في الصياغة، والرداءة في انتقاء المفردة، وسلامتها من اللحنِ، وضعفِ الإملاء. وغير هؤلاء رؤساء دول، ووزراء، وأعضاء في مجالس شورى وبرلمانات، يكشفهم الطائر الصغير، حينما يضمهم تحت جناحه. والمحزن في أمرٍ كهذا أن متخصصين في اللغة، دكاترة في جامعات، ومحاضرين في كليات، ومعلمين في مدارس، يفضحهم «تويتر» أمام تلاميذهم والطلاب الذين يتلقون تعليمَهم على أيدي هؤلاء المتخصصين. ومع أنّ الهواتف الذكية الحديثة أوجدت تطبيقات للتصحيح اللغوي، وبعضها يحمل في الأساس برامج تصحيح، لكن هؤلاء الخطّائين لا يستطيعون الوصول لها والاستفادة منها بالشكل الصحيح، بل يفشلون حتى في استخدامها وبالتالي ستر عيوبهم. وهم يعلمون أن الإنسان، يظلِّ يتعلّم طوال حياته، لكنّهم لا يبادرون بتطوير أنفسهم مع أن وسائل التطوير كثيرة، وأهمها قراءة الكتب التي تعنى بجودة الكتابة، معرفة الأخطاء الشائعة لتجنبها، الاستفادة من المعرّفات التي تهتم بالكتابة، الالتحاق بالدورات التطويرية والتأهيلية في هذا الشأن. وقد يُعذر بعض المغردين الذين ترتبك أصابعهم على لوحات مفاتيح الأجهزة الحديثة، وبعضهم من كبار السن الذين ذهب العمر بشيءٍ من قدرتهم على الإبصار بشكلٍ جيد، فتنسلُّ الأخطاء الكتابية من بين أصابعهم، ولا يدركونها إلا بعد أن تلاحقهم سخريات القراء تجاه ما اقترفت أناملهم.