تحاول روسيا بقوة الانضمام إلى السباق على ابتكار لقاح يساعد البشر على وضع حد لجائحة فايروس كورونا الجديد؛ في منافسة تحاكي تسابقها مع الولاياتالمتحدة للوصول إلى الفضاء. وكان الاتحاد السوفيتي السابق حقق نصراً كبيراً على الولاياتالمتحدة، بعد تمكنه من إرسال يوري غاغارين، ليكون أول إنسان يحلق في الفضاء. وهي هزيمة دفعت أمريكا للتعجيل بإرسال الإنسان إلى سطح القمر، في سبق لم يحققه غيرها حتى الآن. أما في ما يتعلق باللقاح، فقد أعلنت وزارة الصحة الروسية (الثلاثاء) أن لقاحاً تم إنتاجه بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية اجتاز المرحلة الثانية من تجاربه السريرية بنجاح. وأكدت أن جميع المتطوعين في التجربة تكونت لديهم أجسام مضادة. لكن نائب وزير الدفاع رسلان ساليكوف لم يوضح متى ستبدأ تجارب المرحلة الثالثة، ومتى سيبدأ إنتاج المصل بكميات كبيرة. لكن مديراً سابقاً لمركز علم الفايروسات الروسي سيرغي نيتيسوف قال لبلومبيرغ أمس إنه لا يفهم لماذا هذا التعجل من جانب المسؤولين الروس، لأنه لا يمكن القول إن أي لقاح سينجح قبل انتهاء المرحلة الثالثة من تجاربه السريرية. وفي الولاياتالمتحدة، أبلغت شركتا موديرنا وميرك وشركاه إحدى لجان الكونغرس أمس الأول بأنهما تتوقعان تحقيق أرباح من بيع لقاح تقومان بتطويره. وأكد مدير إدارة المرضى في شركة ميرك وشركاه لأعضاء الكونغرس «أننا لن نبيع لقاحنا بسعر التكلفة». ويأتي ذلك وسط محاوف متزايدة في أرجاء العالم من أن اللقاح قد لا يكون متاحاً لجميع الدول. وذلك علماً أن ميرك وشركاه لم تبدأ بعد أية تجارب سريرية على لقاحها. غير أن شركتي جونسون آند جونسون الأمريكية وأسترازينيكا البريطانية أبلغتا أعضاء الكونغرس الأمريكي بأنهما ستبيعان لقاحيهما من دون أرباح، طالما استمرت الجائحة. وقال ممثل أسترازينيكا إن الاتفاق بين الشركة والإدارة الأمريكية ينص على تسليم واشنطن 300 مليون جرعة من المصل من دون ثمن. ويذكر أن الإدارة الأمريكية ساهمت ب1.2 مليار دولار في تمويل لقاح جامعة أكسفورد الذي تقوم أسترازينيكا بإنتاجه. أما شركة فايزر الدوائية العملاقة فقالت إنها تنوي التربح من بيع اللقاح الذي تعكف على تطويره، إذا تم إقراره. لكن مسؤول علاقات الأعمال بالشركة جون يونغ قال لأعضاء اللجنة التشريعية إن الشركة تقرّ بأن الأوقات الراهنة استثنائية، ولذلك فإن ذلك سينعكس على أسعار لقاحها. وتوقع مدير قسم اللقاحات في الوكالة الطبية التابعة للاتحاد الأوروبي ماركو كافيلري لبلومبيرغ إن الوكالة قد تقرّ أول لقاح ضد كوفيد-19 قبيل انتهاء السنة الحالية. ولم تضع الوكالة معايير محددة لإقرار اللقاح المحتمل، متمسكة بانتظار اكتمال البيانات.