قبل سنوات قليلة كانت هناك العديد من العقبات والتحديات المتعلقة بحقوق الإنسان في المملكة، فعلى سبيل المثال كانت عقوبة الإعدام تطبق على الأحداث في قضايا التعزير، وكان هناك توسع ملحوظ في عقوبة الجلد التعزيرية، وكان غير مسموحٍ للمرأة بقيادة السيارة، وكذلك الحصول على جواز السفر والسفر إلى الخارج أسوةً بالرجل، إضافة إلى وجود العديد من القيود التي أثرت سلباً على تمتعها بحقوقها في القانون والممارسة. اليوم أصبحت تلك العقبات والتحديات من الماضي، لاسيما تلك التي استغرق الجدل حولها عقوداً زمنية طويلة، إلى درجة أننا جزمنا أو كدنا نجزم بأنها ستظل حقيقةً ماثلةً ينبغي علينا التعايش معها! وأقرب مثال: قيادة المرأة للسيارة، فمن كان يظن في ظل الجدل المجتمعي الذي كان محتدما أن المرأة يوماً ستقود السيارة أسوةً بالرجل؟! ومن كان يخطر بباله أن قيادة المرأة للسيارة ستصبح يوماً ممارسة يومية كغيرها من الممارسات الحياتية. هذا يوضح بجلاء أن هناك (كلمة سر) كنا نفتقدها في الماضي، ما جعلنا ندور في حلقةٍ مفرغة استغرقت الكثير من الوقت والجهد بلا نتيجة! كلمة السر: محمد بن سلمان! ليس هذا فحسب، بل إن اسم «محمد بن سلمان» -الذي نعتز به كثيراً كسعوديين- أصبح أيقونةً ورمزاً للشعوب الأخرى التي عانت كثيراً من الفساد. جميع ما نشهده اليوم من إصلاحات في مختلف المجالات بما فيها مجال حقوق الإنسان يقف وراءها وأمامها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فما يميز قيادة سموه لملف الإصلاح في المملكة، أنه لا يقف وراء الإصلاحات بالتخطيط والتوجيهات فحسب، بل يقف أمامها أيضاً وذلك بإشرافه ومتابعته للالتزام بها والتنفيذ الفاعل لها وقياس الأداء في تنفيذها، لتتكمل بذلك معادلة الإصلاح. عندما تتوافر -في أي بلد- الإرادة السياسية التي تبادر بكل ما من شأنه تعزيز وحماية حقوق الإنسان وتستجيب للمطالب المشروعة في هذا السياق، فإن حقوق الإنسان في ذلك البلد تزدهر وتتحول إلى ثقافة سائدة في الأوساط الرسمية والمجتمعية، وحتماً سيصبح ذلك البلد أنموذجاً يُحتذى في مجال حقوق الإنسان، وستدرج العديد من ممارساتهِ ضمن ما يُعرف في أدبيات حقوق الإنسان بالممارسات الفضلى (Best Practices)، وهذا ما نشهده بحق في المملكة العربية السعودية، فلدينا اليوم أكثر من (70) إصلاحاً وتطوراً في مجال حقوق الإنسان تحققت في مدة زمنية وجيزة، كما ذكر معالي الدكتور عواد العواد، رئيس هيئة حقوق الإنسان في أكثر من مناسبة، ويكفي أن أقول لدينا «محمد بن سلمان» لأُشير إلى أن ما سيتحقق من منجزات في مختلف المجالات بما فيها حقوق الإنسان سيفوق ما تحقق بالفعل، وأن عجلة الإصلاحات لن تتوقف.