الالتزام بالمبادئ والسلوك الأخلاقي على الصعيد الفردي في مجال العمل، ذو أهمية بالغة لمختلف شرائح المجتمع، إذ إن تعاليم الدين الإسلامي هي الدليل الإنساني الذي يعلم البشرية مفاهيم أخلاقية راقية في مختلف مجالات الحياة، ونأسف أشد الأسف بوجود فجوة بين هذه التعاليم السامية والممارسات الفعلية لبعض الموظفين في بيئة العمل. تنتشر الكثير من القصص والتجارب المؤلمة من موظفين متضررين من تعامل مديريهم معهم بطرق «همجية»، إما بالصراخ والشتم أو استغلال وإجبار الموظف بالعمل خارج ساعات العمل الرسمية دون رضاه، متسلحين بالصلاحيات التي لديهم والتي تمكنهم من إيذاء موظفيهم إما في الترقيات أو الإجازات أو تقييم الأداء الوظيفي، وبالتالي عدم حصول الموظف على حقوقه التي قد تصل إلى الفصل، خاصة إن لم يكن هناك حسيب أو رقيب ذو ضمير حي يحاسب الموظف الصغير والكبير على أنه «موظف». من الأمور المعلومة أن الثقة بين العاملين والإدارة لها علاقة مباشرة بزيادة إنتاجية العامل، فالموظف الذي يعلم أن إدارته ستقدر مجهوداته على المدى القريب والبعيد، فإنه سيتفانى في عمله وعندما يجد أنه مهما عمل فإن التقدير لن يكون عادلا حيث يجد أن نظام «الواسطات» و«المحاباة» هو القائم في المؤسسة، فمن الطبيعي أن تلاحظ أن أن مستوى أدائه بدأ في الانحدار وتكون المؤسسة قد خسرت طاقات إبداعية كان من الممكن أن تضيف الكثير لها، وبذلك تصبح بيئة العمل غير صحية مما ينعكس على المنظمة وسمعتها. يجب أن تكون هناك وسائل لتعليم وترسيخ أخلاقيات العمل في المنظمة لجميع العاملين بها ويجب أن يعرف كل ذي سلطة بأنه يجب أن يكون محل الثقة التي منحت له وأن يعامل موظفيه بما يرضي الله أولا ويكسب ثقتهم ولا يتأخر عن حقوقهم قدر المستطاع؛ لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن له محبة وإخلاص موظفيه له، وبالتالي ارتفاع مستوى الإنتاجية وخلق بيئة عمل سليمة. وفي الجهة المقابلة، يجب أن يعي الموظف أن إخلاصه وتفانيه في عمله هو مقياس نجاحه وأنه مهما كانت صعوبة ظروفه، فسوف يأتي اليوم الذي يبرز نجمه بتوفيق الله ويأتي من يقدر هذا الإبداع ويأخذ بيده في الارتقاء لأعلى درجات النجاح لأنه وكما يقولون «دوام الحال من المحال».