عدد الضحايا الذين تأثروا من جائحة كورونا لا يمكن حصرهم ولا حصر مجالاتهم، ولم تفرق بين المؤسسات والأفراد على المستوى الاقتصادي تحديدا، كنظرة أولية نحن أمام ضحايا لا بد أن نعاملهم من مبدأ «الإنسانية» لا «التعاقدية». - أندية كرة القدم هي إحدى الضحايا التي تأثرت بهذه الجائحة على المستوى الاقتصادي والتعاقدي، إيقاف المباريات في جميع الدول أثر بشكل قوي على مداخيل الأندية، وأضعف القيمة السوقية لها. - نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي هو الفريق الأعلى ربحًا وقيمةً في إنجلترا، تأثرت قيمته السوقية ومداخيله من فقدان البث التلفزيوني وحضور المشجعين بالمدرجات بسبب هذه الجائحة التي جعلت النادي المدرج في بورصة نيويورك يخسر ثلث قيمته التي كانت تقدّر ب3.81 مليار دولار، وأصبحت 2.5 مليار دولار، أمام إد وودوارد نائب الرئيس التنفيذي مهمة شاقة لاستعادة القيمة المالية للنادي. - لم تقتصر مشاكل الأندية مالياً، بل تجاوزت إلى عملية ابتزاز تعاقدية من المدربين واللاعبين. رفض بعض اللاعبين في مختلف الأندية الأوروبية لتقليص الرواتب إلى النصف بسبب هذه الجائحة، جعل أنديتهم أمام مطرقة كورونا وسندان لاعبيهم الرافضين لهذا الأمر، و ما حصل مع ناديي العدالة وضمك في السعودية من قبل مدربيهما خير مثال لهذه العملية المؤسفة، قانونيًا لا يمكن أن نلقي اللوم على من انتهت عقودهم في تاريخ إيقاف اللعب ومن ثم استكمال ما تبقى من الموسم، لكن كنت أمنّي النفس بأن يقدموا مبدأ «الإنسانية» على «التعاقدية». - لا أحد يتحمل هذه المآسي التي حصلت للأندية، ولا يمكن إلغاء بطولة الدوري مثلا لمساعدة أندية الممتاز، لأن في ذلك ظلماً لأندية الدرجة الأولى، في كرة القدم السعودية نادي العين الذي يمثّل منطقة الباحة، تدرّج بسنين قليلة من دوري المناطق إلى صدارة دوري الدرجة الأولى، من الظلم إلغاء النتائج وبقاؤه بدوري الأولى، سيكون ذلك الأمر مدمرًا لطموحات هذا النادي الجنوبي. - عبارة «الحياة ما قبل كورونا ليست كما بعدها» لا يجب أن تكون عبارة تقال فقط، بل يجب أن تكون فِعلاً من مسيري الرياضة السعودية ومستشاري الأندية القانونيين لحفظ حقوق النادي تالياً من أزمات أخرى، أتمنى أن تضمن تعاقدات الأندية القادمة وجود مادة قانونية تحمي النادي من أمر يشبه هذه الجائحة. Mohamedh_00