نقلت الخرطوم موقفها المتحفظ في تأييد جارتها الشرقية إثيوبيا في ملف سد النهضة إلى النصف الآخر من الملعب، وأعلنت صراحة رفضها القاطع ملء السد، متضامنة مع موقف شقيقتها مصر في أعقاب المخاوف الجدية التي أفصح عنها وزير الري السوداني في أن الإيجابيات المحتملة للسد الإثيوبي يمكن أن تتحول إلى مخاطر حقيقية على الخرطوم. وأبلغت الخارجية السودانية مجلس الأمن الدولي أن حياة ملايين السودانيين ستتعرض للخطر في حال ملء السد دون الوصول إلى اتفاق عادل بين دول نهر النيل الثلاث. ويتخوف السودانيون من تعرض سد الروصيرص (530 كيلومترا من العاصمة الخرطوم) للخطر من أي خطوة إثيوبية منفردة، وأن أي فوائد يمكن أن تعود إليهم من السد الإثيوبي يمكن أن تتحول إلى مخاطر حقيقية. وعبّر عن ذلك وزير الري السوداني بدعوة السودانيين إلى الاصطفاف خلف موقف موحد في مفاوضات سد النهضة التي لا تتحمل أي تجاذبات سياسية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع نفت الخرطوم تصريحات للخارجية الإثيوبية عن اتفاق الدول الثلاث على ملء خزان السد. وطبقا لخبير سوداني فإن للخرطوم خيارات عدة حال وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. يشار إلى أن سد الروصيرص يبعد نحو 100 كيلومتر عن سد النهضة الإثيوبي، وتمتد بحيرة الروصيرص إلى الحدود المشتركة بين البلدين، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن البحيرة الإثيوبية، ويتخوف السودانيون من تأثيرات سالبة على سد الروصيرص في حال بدء ملء خزان النهضة في أول يوليو القادم. ويولد السد السوداني نحو نصف الطاقة الكهربائية المتوفرة في شبكة الكهرباء الوطنية، وتمت تعليته في العام 2008 لتوفير مخزون إضافي من المياه يبلغ 4 مليارات متر مكعب إضافية، وزيادة معدلات الطاقة الكهربائية المائية بأكثر من 40%.