جائحة كورونا، من أكثر الأحداث إيلاماً التي مرت بحياتنا، ولكنها في الوقت نفسه تبقى ذات أثر، رسمت بعضاً من ملامح حياتنا في القرن الواحد والعشرين، وما يميزها عن غيرها من الجائحات أن الحديث عنها أصبح «عابراً للقارات»، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، من حيث توحيد الشعور بالألم، والتباعد الاجتماعي في جميع أركان الكرة الأرضية. أخذ الحديث عن فايروس كورونا المستجد حقه الكامل في التناول الاجتماعي من خلال مجموعات (الواتساب)، الذي كان بمثابة المنصة أو الوعاء الرئيسي لطرح الأخبار والنقاشات حوله وإبداء المشاركين لآرائهم حول تداعياته، خاصة في ظل استمرار الحجر المنزلي في العديد من البلدان حول العالم. منذ بداية ظهور الفايروس، بدأت مجموعات (الواتساب) في استقبال الرسائل من كافة أنحاء الدنيا دون حاجز (يفلتر) الحقائق والشائعات والمعلومات غير الدقيقة، إلا أن وزارة الصحة السعودية نجحت في قطع الطريق على تلك المجموعات من خلال شفافيتها في الإعلان اليومي عن عدد الإصابات والمتعافين والوفيات بشكل دقيق.. وكما قيل «عند جهينة الخبر اليقين». وبما أن البعض من مجتمعنا يؤمن بما قد يصح من توقعات الرؤى، فقد بدأ هذا الأمر في التوسع، وما تناقل (الواتساب) لذلك إلا دليل على ذلك، القروبات، وليست المشكلة في وجودها فما دام الإنسان محتاجاً للنوم على هذه البسيطة فالأحلام سواء كانت رؤى أو أضغاثاً ملازمة له، ولكن المشكلة في تجاوبنا معها ومناقشتها حتى تصل المناقشة الى أن من لم يصدق تلك الرؤية قد يصل الحد إلى التشكيك في إيمانه وهنا مكمن الخلل وليس قصدي هنا الكلام عن شرعيتها. لا شك أن الإنسان يحب ويطرب لسماع الأخبار السارة، ولكن قد تأخذ نقاشات الرؤى حيزاً كبيراً، مع إمكانية تجاوزها وتمريرها حتى لا ندخل في مساحات جدلية غير منطقية. لقد كشفت مجموعات «الواتساب» أن السبق بالأخبار وتناقلها ظاهرة متعمقة في الإنسان ولن ينفك عنها ولهذا أسبابها الكامنة، التي دفعت به إلى تتبع أخبار العالم. أخيراً.. أتذكر -ولله الحمد- أننا نعيش في مجتمع متعلم ولديه فرص كبيرة للاطلاع على صحة الأخبار من عدمها.. ودونكم في ذلك الحضور الإعلامي للجهات الرسمية التي أصبحت أكثر سرعة وتقدماً في عرض كل ما يتعلق بالأحداث من خلال حساباتها الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي، خاصة رئة السعوديين الإلكترونية «تويتر». * أستاذ مساعد اللغويات، مشرف العلاقات العامة بجامعة أم القرى.