باعتقال رجل الأعمال الكولومبي ذي الأصول اللبنانية «أليكس صعب»، تلقت إيران و«حزب الله» ضربة مزدوجة طالت في ما يبدو فنزويلا التي ثبت تورطها في التحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران وقيامها بدور رئيسي في عمليات غسل الأموال غير الشرعية وصفقات النفط مقابل الذهب. وأظهرت الأحداث تورط فنزويلا في هذه القضايا بدفاعها الشرس عن اعتقال الانتربول الدولي رجل إيران وحزب الله في أمريكا اللاتينية الذي تطارده واشنطن بتهم غسل الأموال وتسهيل مهام أعمال إيران وحزب الله الإرهابية. وصعب الذي اعتقل (السبت) عندما توقفت طائرته المسجلة في سان مارينو للتزود بالوقود في الرأس الأخضر في طريقها من كاراكاس إلى طهران، تتهمهه أمريكا بأنه واجهة لشبكة واسعة من غسل الأموال والفساد لنظام الرئيس نيكولا مادورو في فنزويلا في أرخبيل الجزيرة الإفريقية في الرأس الأخضر، من خلال شركات وهمية في تركيا وهونغ كونغ وبنما وكولومبيا والمكسيك. وفضحت فنزويلا نفسها بتورطها مع إيران وحزب الله عندما ندد وزير خارجيتها خورخي أريزا بما وصفه ب «الاعتقال التعسفي وغير القانوني» لصعب، وقال إنه يتصرف نيابة عن الحكومة الفنزويلية لشراء الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات لمساعدة البلاد في مكافحة كورونا. بالمقابل، رحبت المعارضة الفنزويلية برئاسة خوان غوايدو، الذي تعترف به عشرات الدول بما في ذلك الولاياتالمتحدة كرئيس فنزويلا المؤقت، باعتقال صعب. وجاء اعتقال صعب ليكشف حقيقة جديدة عن تورط فنزويلا بدعم الإرهاب الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن وهو ما كانت تتحدث عنه المعارضة الفنزويلية التي كانت تصف صعب بأنه الشخصية الرئيسية لدى الرئيس الفنزويلي لإدارته «شركة النفط الحكومية الفنزويلية» والذهب والطعام والتحالف مع إيران وعمليات غسل الأموال لصالح فنزويلاوإيران. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على صعب بسبب إدارته شبكة فساد واسعة لبرنامج مساعدات غذائية ذهبت إلى جيوب نظام مادورو، الذي تسبب بالانهيار الاقتصادي للدولة الغنية بالنفط. ويقول مسؤولون أمريكيون إن برنامج الغذاء يشمل أيضاً أبناء زوجة مادورو إضافة إلى 13 شركة في دول مختلفة. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في يوليو 2019، لدى إعلانه العقوبات إن «صعب انخرط مع مقربي مادورو لإدارة شبكة فساد واسعة النطاق استخدموها بلا هوادة لاستغلال سكان فنزويلا الجائعين». وأضاف: «أنهم يستخدمون الطعام كشكل من أشكال السيطرة الاجتماعية، ولمكافأة المؤيدين السياسيين ومعاقبة المعارضين، بينما يقومون في الوقت نفسه بجمع مئات الملايين من الدولارات من خلال عدد من المخططات الاحتيالية». كما أن صعب متورط في صفقات النفط الإيرانية لمساعدة مادورو بمبادلتها بالذهب، من أجل تجاوز العقوبات الأمريكية على البلدين. وفي مايو الماضي، أرسلت إيران إلى فنزويلا العديد من ناقلات النفط التي تقول الحكومة الأمريكية والمعارضة الفنزويلية إنها تم شراؤها بالذهب وشركات وهمية يسيطر عليها صعب.