بعد كل هذه الفترة الطويلة من "انفجار" ما يسمى "الربيع العربي" في الجزائر ولاحقاً في السودان فإنه لا يمكن إلاّ اعتبار أن "الإخوان المسلمين"، سواء باسمهم الحقيقي هذا أو بأسماء أخرى "حركية" متعددة، هم الذين وراء هذا الاستعصاء الذي مع اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية بات يهدد بفوضى عارمة، لا قدر الله، قد تأخذ بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى ما هو عليه الوضع في ليبيا التي من حسن حظ شعبها أنه قد تخلص من القذافي و"جماهيريته" ومن علمه "الأخضر" ومن "اللجان في كل مكان"!. وحقيقة أن ما بات مؤكداً وواضحاً ومعروفاً هو أن "طرابلس الغرب" ليست "مثابة ثورية"، كما كان وصفها العقيد القذافي وهو في لحظاته الأخيرة، بل قاعدة إرهابية فيها العديد من التنظيمات الدموية - الإجرامية و"كل ما هب ودب"، كما يقال، من "داعش" إلى "القاعدة" إلى "الإخوان المسلمين" إلى "الزمر" التي أرسلها رجب طيب أردوغان وعيْنُه على آبار النفط الليبية وعلى موانئ ليبيا التي يريد تحويلها إلى "نوافذ" للتهريب وللتجارة المحرمة. ولعل ما يجب الحذر منه وأخذه بعين الاعتبار أن رجب طيب أردوغان، هذا الذي أصيب ب "هيستيريا" انتزاع قوى المعارضة لإسطنبول من بين يديه فقام بانقلابه هذا الأخير، يسعى أن يصبح البحر الأبيض المتوسط بحيرة ليست تركية وإنما "أردوغانية" وأن تتلاقى شواطئ لواء الإسكندرون المُغْتصب والمحتل حقاً بشواطئ طرابلس الغرب وشواطئ طرابلس الشرق أيضاً.. وصولاً إلى قناة السويسوالبحر الأحمر وعبور باب المندب للوصول إلى طهران والالتقاء ب "الولي الفقيه" علي خامنئي لتكتمل الدائرة "العثمانية".. "الصفوية" على هذا الجزء الإستراتيجي من الجغرافيا العربية. إن هذا الكلام ليس مجرد تخيُّلات وهمية وإلاّ ما معنى أن تكون هناك "ألغاماً إخوانية" في ليبيا.. في طرابلس الغرب تحديداً وألغاماً "إخوانية" هي التي تعرقل المسيرة السودانية والمعروف أن هذا البلد الجميل، أي السودان، هو الأكثر امتداداً على شواطئ البحر الأحمر الغربية.. وأيضاً ما معنى أن يتحول أردوغان الذي كان يعدّ نفسه مصطفى كمال أتاتورك القرن الحادي والعشرين إلى مرشد أعلى ل "إخوان" حسن البنا وسيد قطب.. وأيضاً يوسف القرضاوي ومعه "آية الله العظمى" خالد مشعل؟!.