واثقون أن الإنسان السعودي سيخرج من هذه الجائحة (كورونا) بما يمنحه مناعة مكتسبة بعد أن بلغت مرحلة الوعي لديه ذروتها في صناعة التحدي الذي جعل من الفرد قوة مانعة. بالتأكيد سيخلف كورونا إرثاً ثقيلاً على العالم، ودروسه سوف تسهم في تغييرات إيجابية وسلبية في مجتمعنا، سوف نعيش مع العالم الافتراضي حياة جديدة ومجتمعاً واعياً يعلم قيمة المسؤولية في تغير نمط الحياة من خلال التباعد الاجتماعي والتقارب بالتواصل المفروض بالحياة الجديدة بعد كورونا. ولمكافحة مستجدات الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي؛ علينا أن نكون حريصين على الالتزام بالاحترازات واتباع تعليمات الجهات الرسمية لنبني وطناً خالياً من الوباء، ولنضمن الحد من الأضرار الاقتصادية وتحقيق استقرار القدرة على انتعاش النمو العالمي. لقد ساهم العزل المنزلي في نجاح خطط الجهات والقطاعات الحكومية والخاصة لبرمجة بعض السياسات المستجدة، كإجراءات احترازية للقيام بالعمليات والتواصل مع الموظفين عن بُعد، وهذا يؤدي إلى تخصيص ميزانيات للنظافة أو زيادتها في تلك الجهات فيما بعد عودة موظفيها في الحياة الجديدة التي فرضها كورونا. تعددت أساليب التقنية الرقمية للعمل عن بُعد وأثبتت فعاليتها، فالجهات التي كيفت أنظمتها على ظروف الجائحة بإجراء عملياتها تقنياً كانت الأقل تضرراً والأكثر تكيفاً مع العمل من البيت، ولا مجال ولا حجة ولا هروب في المرحلة المقبلة ما بعد كورونا للمتقاعسين، فزمن الأوراق والحضور الشخصي للمراجع وحجج الموظف انتهى. علينا أن نعرف مدى التقدم في خدمات الدولة التي أسهمت في تحديث وزارة الصحة ورفدها بالتقنيات والكوادر، ومن يعيش في كوكب آخر سيسهم كورونا في إيقاظه من غفلته. على الجميع أن يعي ثقافة العمل عن بُعد، والعمل من المنزل ثقافة ليست جديدة عالمياً، ثقافه تساهم في توفير المال والجهد وتقليل الازدحام في أماكن العمل ومصاريف المكاتب والمباني، إذ تستطيع من مكانك أن تعمل وتوفر الجهد والوقت والمال، وهذا يتناسب أيضاً مع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يصعب عليهم التنقل. قد يتضجر البعض مللاً من الجلوس في البيت، ولكن اعمل على إيقاد شموع الأمل والمستقبل، واستفد من الدروس التي تركتها لنا جائحة كورونا وصحح مسار حياتك. من كل ذلك؛ ليتنا نخرج بدروس مستفادة أهمها الوقوف على خطوط حمراء إرشادية فيها قانون التباعد من أجل التقارب.