يأتي مؤتمر المانحين لليمن، الذي ينعقد افتراضيا غدا (الثلاثاء) في الرياض، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وبالشراكة مع الأممالمتحدة، ليؤكد للعالم مواقف المملكة الداعمة لليمن وخصوصية العلاقة بين القيادتين والشعبين الجارين. ومنذ عقود مضت كانت المملكة ولا تزال حتى اليوم سباقة في تقديم المساعدات لليمن وشعبه، مسجلة مواقف تاريخية، ستظل راسخة في وجدان الشعب اليمني، الذي استغلت أراضيه دول مثل إيران وقطر كمنصة لتنفيذ أجنداتها وإذكاء صراعاته، دون أن تقدم لشعبه أي مساعدات تذكر، مكتفية بالقتل والدمار والأسلحة المهربة والصواريخ البالستية والعبوات الناسفة، التي لا تزال تفتك بالأبرياء من أبناء اليمن المغلوب على أمرهم. وتعد المملكة أكبر المانحين لخطط الاستجابة الإنسانية، سواء للأمم المتحدة، أو بشكل مباشر لليمن، وما تنظيم مؤتمر المانحين إلا استمرار لهذا الدعم على مدى العقود الماضية، إذ تساهم المملكة بمبلغ 500 مليون دولار في خطة الأممالمتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن؛ منها 25 مليون دولار لمكافحة فايروس كورونا المستجد، وسيعمل التحالف مع الحكومة الشرعية على استمرار تسهيل وتسريع إجراءات توريد المواد الغذائية والأدوية ومواد الطاقة، لضمان وصولها إلى وجهاتها المقصودة، ولمساعدة الشعب اليمني في هذه الظروف غير العادية، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية وتمكين جميع المنظمات غير الحكومية والإنسانية التي تعمل في اليمن للمساعدة في ضمان صحة وسلامة الشعب اليمني. وأمام هذه المواقف الإنسانية، التي ترى المملكة أنها واجب تجاه بلد جار وشعب شقيق، أصبح لزاماً ترجمتها واستثمارها لمعالجة جراح اليمنيين وتلبية متطلباتهم. وفي المقابل تسجيل المواقف ضد الدول التي تخلت عن واجباتها، بل واستغلت ظروف اليمن الصعبة لتنفيذ أعمالها الإرهابية، التي فاقمت من الأوضاع المعيشية في الداخل اليمني، من خلال سعيها إلى إطالة أمد الأزمة، ومحاولة زعزعة أمن واستقرار دول لم ولن تتخلى عن اليمن وشعبه.