ولد بمكة واحتضنته شعابها، وانطلق من جدة حاملا طموحاته واستثماراته ومشاريع المستقبل لأكثر من 40 دولة حول العالم، ناقلا رؤيته وخبرته ومنهجه وأمنياته في تحقيق اقتصاد قوي لكل شعوب العرب؛ ليعود أمس إلى البقعة المقدسة ليوارى ترابها الطاهر ومثواه الأول والأخير. كان مسيرة حافلة بالنجاح والإرادة تمشي على قدمين، عمرها ناهز سنوات طويلة منذ أربعينات القرن الماضي، قراءتها كانت كفيلة بشحذ الهمة والعزم والصمود في وجه التحديات لمن أسعده الحظ ليرى صفحاتها أو يسمع عنها ويناظرها على أمل القرب. هو نموذج نادر فريد لرجال أعمال الزمن الجميل، فكان من أوائل رواد المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات في العمل الوطني والاجتماعي والخيري. ولأن البداية كانت هواية، شق الفقيد المرحوم الشيخ صالح كامل طريقه إلى العمل التجاري منذ الصغر، حيث كان شغوفا بمجال العمل والاستثمار، فكان في صغره يقوم بصنع الألعاب الصغيرة البسيطة، تلا ذلك تحريره لعدد من المجلات وبيعها، وفي مرحلة أخرى قام باستيراد بعض المنتجات وبيعها، وفي المرحلة الجامعية عمل على إنشاء مطبعة صغيرة لنسخ مذكرات الطلبة، واستمر في عمله في مطبعته الصغيرة هذه حتى تخرج من المرحلة الجامعية. ولأنه أيضا كان لديه إحساس بالمسؤولية كان للعمل الحكومي نصيب في حياته، فكان يعمل صباحاً بالعمل الحكومي ومساء كان يباشر أمور مطبعته، إضافة لقيامه بعدد من المشاريع الأخرى التي كانت تكبر وتتنوع مع مرور الوقت. وعلى مدى أكثر من 50 عاما كان لديه اهتمام بدعم الاقتصاد الوطني وبالمسؤولية الاجتماعية عبر إنشاء مشاريع مدروسة ومقننة، لدعم المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، منها مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا، أول مركز في الشرق الأوسط يتناول مفهوم التعليم بالترفيه، وإنشاء مراكز أبحاث اقتصادية تعنى بالاقتصاد الإسلامي، وأكاديمية دلة للعمل التطوعي، التي وصل عدد المستفيدين منها إلى 250 ألف مستفيد، إضافة للكراسي العلمية في عدد من الجامعات السعودية والعربية، وبرنامج المنح التعليمية للطلاب المتميزين، وغيرها من المشاريع. وقام بتقديم عدد كبير من الأوراق والمحاضرات حول الاقتصاد الإسلامي والتمويل، والتنظيم المصرفي، والتنمية والفلسفة الاجتماعية، وقام بإنشاء مراكز بحث الاقتصاد الإسلامي في المملكة العربية السعودية ومصر. رائد الاستثمار في الإعلام العربي أسس الشيخ صالح شركة مجموعة دلة البركة في عام 1982م. وهو أحد أهم المستثمرين في مجال الإعلام العربي، بعدما اتجه لإنشاء شبكة راديو وتليفزيون العرب «ايه آر تي». وأول من أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي، التي تعرف «بالشركة العربية للإنتاج الإعلامي»، وقد بدأت شبكة راديو وتلفزيون العرب ببث إرسالها من خلال خمس قنوات في عام 1993م إلى أوروبا والشرق الأوسط والآن تقوم بإنتاج أكثر من 6 آلاف برنامج. حققت الART نجاحاً كبيراً بما تقدمه من برامج متميزة وانفرادها بالعديد من الأحداث وعرضها للأحداث الرياضية والأفلام حصرياً، إضافة لقناة اقرأ الإسلامية. شغل العديد من المهمات والمناصب في الكثير من الاستثمارات والمشاريع المختلفة التي تنتشر في العديد من البلدان، منها رئيس مجلس إدارة مجموعة دلة البركة، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة، رئيس مجلس إدارة في كل من بنك التمويل المصري السعودي، رئيس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، رئيس غرفة التجارة الإسلامية.