لا يفاجئني ارتفاع عدد الإصابات اليومي بكورونا المستجد، فالزيادة متوقعة مع زيادة عدد الفحوصات التي تجريها وزارة الصحة وتوسع نطاق مسح المناطق المكتظة، لكن ما يقلقني هو تزايد نسبة إصابة الأطفال والنساء، فهذا يعطي مؤشرا إلى ارتخاء التزام الأسر بإجراءات التباعد والعودة لتبادل الزيارات والتجمعات الأسرية ! في الأولى تتحمل السلطات الصحية مسؤولية إجراء أكبر عدد من الفحوصات لحصر المصابين بالعدوى، لكن في الثانية تتحمل الأسر مسؤولية الالتزام بتعليمات الحجر والتباعد الاجتماعي، ومن يعرض نفسه وأطفاله وأقرباءه للعدوى يكشف عن ضعف وعيه وحسه بالمسؤولية، فضرره لا يقتصر على نفسه بل يمتد لغيره ! لكن من المهم فهم الأسباب التي تدفع الناس لكسر تعليمات منع التجول والتباعد الاجتماعي، فالآثار النفسية على المجتمع هائلة، وحياة العزلة في المنازل المسورة والشقق الضيقة مؤلمة، خاصة على الأطفال الذين غالبا لا يعبرون عن القلق العميق الذي يسكنهم، ومن هنا تأتي الدعوات للسماح لسكان لأحياء بممارسة رياضة المشي أو ركوب الدراجات داخل نطاق أحيائهم خلال أوقات المساء المعتدلة الحرارة ! فممارسة رياضة المشي تخفف من التوتر وتسمح للأطفال بالتنفس والتنفيس، كما أنها تمنح فوائد نفسية وصحية وبدنية لا غنى عنها للإنسان، ويمكن أن يتم ذلك وفق آليات مختلفة إما بتحديد أوقات محددة للتريض أو منح تصاريح مخصصة تراعي توزيع الأوقات وأعداد ممارسي الرياضة ! K_Alsuliman@ [email protected]