هبط قرار رفع منع التجول جزئيا على الناس كما لو أنه هدية من السماء، فقد كان الكثيرون بحاجة فعلية له لقضاء بعض المصالح الضرورية، كما أنه منح المجتمع جرعة أمل كبيرة في مواجهة هذا الوباء، فكان لقرار الملك الحكيم أثر فعلي ونفسي عظيمين ! لكن من المهم أن يدرك الناس أن تخفيف قيود منع التجول لا يعني التخلي على الأسس التي قام عليها منع التجول من الأساس، فالتباعد الاجتماعي ما زال مطلبا، والخروج يجب أن يبقى في إطار قضاء الحوائج الماسة وتحقيق المصالح الضرورية ! كان القرار ضروريا لعودة الحياة إلى بعض أوصال الأنشطة التجارية من الناحية الاقتصادية، حيث يخفف ذلك من عبء تحمل الدولة لفاتورة توقف الاقتصاد، وكان مهما من الناحية الاجتماعية لمعاجلة الآثار النفسية للحجر الكلي، ولعودة بعض الإحساس بنبض الحياة الطبيعية اجتماعيا ! لكن من المهم أن نتذكر أننا لا نستعيد كامل حياتنا الطبيعية بل ما كانت عليه قبل فرض قيود منع الجول الكلي وعزل الأحياء، فتبقى قواعد التباعد الاجتماعي وعدم التخالط بنفس الأهمية ! فأزمتنا مع تفشي وباء كورونا المستجد مستمرة، ومعركتنا مع الوباء ما زالت قائمة وهزيمته نهائيا مازال سلاحها وعي المجتمع والالتزام بكل أسباب عدم انتشاره وانتقال العدوى بين الأفراد ! K_Alsuliman@ [email protected]