لم أكن أود الكتابة عن جائحة كورونا، إلا بعدما قرأت مقالة مترجمة لكاتب صيني عن فصل دراسي عبر الإنترنت في العاصمة بكين، بينما يفتقر طلاب في مناطق ريفية إلى الوصلات للقيام بالوظيفة نفسها. بعد هذا المقال تذكرت شعار وزارة التعليم في بلادنا أثناء توقف الدراسة بسبب الجانحة (تعليمك يأتيك في بيتك)، استشعرت شكر وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ للمنظومة التعليمية، وأبرزهم المعلمون والمعلمات الذين كانوا أنموذجاً في تحمل المسؤولية الوطنية والمهنية لخدمة الطالب والطالبة لاستمرارية العلمية التعليمية إلى نهاية العام الدراسي دون توقف ب«التعليم عن بُعد». حرصت الوزارة فترة الحجر الصحي المنزلي؛ على تقليص الفاقد الدراسي لكل طالب، وسعت إلى تحسين مستوى الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة، وتحقيق العدالة بإتاحة الفرصة للطلاب لتحسين مستواهم أو معدلاتهم حتى نهاية العام الدراسي. إذ تابع ستة ملايين طالب وطالبة دراستهم فضائياً وإلكترونياً من أول لحظة للحجر عبر قناة «عين» بالتعاون مع أولياء أمور الطلاب والطالبات بمتابعة أبنائهم. أوجدت الوزارة خمسة خيارات لمتابعة التعليم عن بُعد كل حسب ظروفه: 20 قناة تعليمية فضائية (قناة عين)، قنوات اليوتيوب التي تبث يومياً، بوابة المستقبل، بوابة عين الإثرائية، ومنظومة التعليم الموحد، وكان الوعي المجتمعي للطلاب وآبائهم في ازدياد، إذ سجلت تلك القنوات 50 مليون مشاهدة. لم يتوقف ذلك على طلاب الداخل إنما امتد للمبتعثين عبر 31 ملحقية ثقافية تابعت 92 ألف مبتعث، إذ وفرت لهم كل التسهيلات واستمرار الصرف المالي دون تقييد الصرف على الدراسة، خصوصاً المتخرجين، ووفر لهم تأمين صحي وطبي شامل عن طريقة وزارة التعليم، ولتسهيل مهامهم أتيحت البرامج البديلة ومبادرة «حضن» للعودة للوطن. وفي جانب تعليمي آخر؛ دعمت الوزارة التعليم المهني عبر المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي الذي أطلق برامجه التطويرية للمعلمين والمشرفين، والتحاق 400 ألف متدرب ومتدربة ب2000 برنامج تطويري مهني بالشراكة مع الجامعات والإدارات التعليمية. بتلك الأعمال أعطت الوزارة أمثلة للتكامل مع مؤسسات الدولة بعمل متكامل ومنظم في أروع صوره وجاهزيته في ثلاثة مستويات: الأول: دور التطوع الصحي من خلال الكوادر التابعة للوزارة؛ أطباء، أخصائيين، تخصصات طبية مساندة للأطباء في المستشفيات الجامعية. الثاني: الدور التعليمي والتربوي والإرشاد النفسي عبر منظومة التعليم. الثالث: اللوجستي لمؤسسات الدولة، إذ إن الوزارة لديها 600 ألف معلم وما يقارب هذا العدد من الإداريين. وفي الخدمات المساندة للوزارة؛ هناك مشاركة للفرق الكشفية بخبرتها التطوعية الميدانية، والتوعية الاحترازية الوقائية بالبرامج التوعوية عبر منصاتها الإلكترونية وقنواتها المختلفة، ونقل المصابين والمشتبه بهم.. ذلك كله وسام تفوق وتاج إنجاز ونجاح لكل فرد من منسوبي التعليم في أنحاء المملكة. أخيراً.. شكراً للقيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على دعم جهود «التعليم عن بُعد»، وتسخير الإمكانات للوزارة ولكافة مؤسسات الدولية لنكون يداً واحدة ضد «كورونا».