يعيش الممارسون الصحيون العاملون في المستشفيات خلال جائحة كورونا في عزلة شبه تامة لا سيما وهم يطبقون التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية للتعامل مع المرضى فضلا عن إخضاع أنفسهم لعزل اجتماعي في منازلهم خوفاً على أفراد أسرهم من الإصابة بالفايروس. وفي هذا الإطار تقول منسقة مكافحة العدوى في مستشفى الملك فهد بجدة أمل الشعيبي: منذ جائحة كورونا فرضت عزلة على نفسي خوفاً على والدي المسنين ولم أستطع زيارتهما حتى لا تنقل إليهما العدوى خاصة أنني أعمل بقسم عزل الحالات الإيجابية لفايروس كورونا المستجد. وأضافت: بمجرد دخولي منزلي أتبع بعض الاحتياطات تتضمن الاستحمام مباشرة وفصل ملابس العمل في المستشفى عن باقي الملابس عند الغسيل، وتنظيف اليدين بشكل متكرر، كما امتنعت عن تقبيل واحتضان أطفالي وأصبحت أجلس في غرفة المعيشة معظم الوقت، فيما يتواجد أبنائي الثلاثة كل منهم بغرفته، وأوكلت مهمة إعداد وجبة الأفطار لاطفالي لابنتي الكبرى داليا، أما فطوري فيتم إحضاره إليّ في غرفة المعيشة وأفطر لوحدي. من جهتها، قالت الممارسة الصحية بمستشفى شرق جدة اعتماد قادري: أعمل عن بعد من المنزل حالياً، ورغم أن هذا القرار طبق على معظم الإداريين العاملين في المستشفيات، إلا أن ذلك لا يعني التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية بل هناك فرصة كبيرة لتثقيف العائلة. وأضاف استشاري الجراحة العامة الدكتور عبداللطيف مهيوب: توجد إجراءات وقائية لا بد من تطبيقها داخل المنزل، ما جعلني معزولاً نسبياً عن بقية أفراد أسرتي الذين أحرص على عدم ملامستهم خوفا عليهم وحفاظا على سلامتهم. من جهتها، أكدت الممارسة الصحية نوف المالكي أن الإجراءات الوقائية تختلف بين العاملين الصحيين داخل المستشفيات، وتبلغ أشدها عندما تخالط مريضاً مصاباً بالفايروس، ما يجبرهم على عزل أنفسهم عن باقي الأسرة وليس هناك تراخٍ في هذا الأمر، أما إذا لم تكن تخالط مرضى مصابين أو مشتبها بهم فيجب أن تتخذ إجراءات احترازية مثل تغيير ملابس العمل قبل دخول البيت وترك الحذاء خارج المنزل، مع الاستحمام عند الوصول، وعدم المصافحة.