تمثل الشائعات خطرا حقيقيا على الأمن الوطني؛ سواء الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، فالشائعات تسعى إلى زعزعة الثقة بين الشعوب وقادتها، وتعد الشائعة من نوع الأسلحة المتولدة من رحم التكنولوجيا والاتصال، وتختلف الشائعات في طبيعتها وأهدافها وتحديد المجتمع المستهدف من ورائها، فبعض الشائعات تكون ذات صبغة سياسية، تلك التي تهدف مباشرة إلى تقويض الأمن العام في المجتمع وخلق روح من السخط والعداء تجاه الدولة، وقد تكون الشائعات اقتصادية: وهي التي تتعلق بالأمن الاقتصادي للدولة وتهدف إلى إضعاف مركز الدولة المالي والثقة فيه، لخلق مناخ طارد للاستثمار، بل التشكيك في جدية مشروعاتها العملاقة خاصة الوطنية منها، للإضرار بالاقتصاد الوطني، ولا ريب أن ضرب الاقتصاد بالشائعات هو هدف رئيسي لأعداء الوطن. ولا يمكن نكران خطورة الشائعة الدينية التي تعتمد على بث ونشر فتاوى متشددة لا تتفق وصحيح الدين ومنهجه الوسطي السمح، أو غير صحيحة بالاختلاق والافتراء دون وجود سند صحيح من القرآن والسنة، ومثالها نشر أحاديث ضعيفة أو غير مسندة هدفها تضليل الشعب لضرب صحيح دينهم وزعزعة تقواهم. ولخلق حالة من عدم الثقة في قيادة البلاد تنشط الشائعات في زمن الكوارث الطبيعية والأوبئة لزعزعة الاستقرار. وتمثل خطورة على الأمن الوطني ولعل أخطر الشائعات المتعلقة بالصحة العامة فتكا بالمجتمعات مثل انتشار بعض الأوبئة والأمراض مثل مرض كورونا، وبث شائعات كاذبة عن التهويل من نسب المصابين أو المتوفين منه، والتهوين من إجراءات الدولة بشأن حماية صحة المجتمع، وحماية اقتصاده مما يؤدي إلي بث الرعب والخوف والفزع بين أفراده، وبث روح الحقد والكراهية، وهي خطيرة لأنها تسعى إلى غرس الفتن بين أفراد المجتمع الواحد. ولخلق حالة من عدم الثقة في قيادة البلاد. ومما يساعد على انتشار الشائعات ندرة مصادر المعلومات الصحيحة الذي تنبه له فريق إدارة الأزمة منذ البداية بالشفافية في التعامل مع الإعلام ونشر المعلومة الدقيقة في وقتها المناسب من خلال مؤتمر يومي أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الوسائل أصبح لها دور سيئ في نشر الشائعات لسرعة وسهولة نشرها وانتشارها في المجتمع. * متخصص وخبير إدارة الكوارث والأزمات drqahtani1@