كشفت دراسة علمية جرى تطبيقها على عينات من الأفراد في جدة أن قنوات التواصل الاجتماعي تساهم بصورة كبيرة في بث الشائعات وسط مستخدمي الإنترنت، حيث قدم مدير ادارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة طلال الناشري والباحثة الاجتماعية آمال عمر السايس، دارسة جديدة هدفت إلى الكشف عن الأبعاد الاجتماعية والنفسية وراء انتشار الشائعات في المجتمع، والأسباب الدافعة لمروجي الشائعات في تلفيقها والحرص على انتشارها بين قطاعات معينة من أفراد المجتمع. وقال الناشري ان الدراسة ركزت على الآثار الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية التي تتسبب فيها الشائعات التي تنتشر بين الحين والآخر في وسائل الإعلام المختلفة، وبين وسائل وقنوات التواصل الاجتماعي وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في تغيير اتجاهات أفراد المجتمع نحو قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية. وأكد الناشري أنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الشائعات وسرعة تداولها بين أفراد المجتمع وخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعيوأوضح أن الشائعات قد تدور حول أمور صحية مثل انتشار بعض الأوبئة والأمراض ما يؤدي إلى بث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع، وهناك الشائعات الدينية وتكون عن طريق نشر فتاوى متشددة أو غير صحيحة ودون وجود سند صحيح من القرآن والسنة الأمر الذي يؤدي إلى نشر أحاديث ضعيفة أو غير صحيحة تضلل أفراد المجتمع وتؤدي إلى ابتداع أمور وسلوكيات لم ترد في صحيح السنة ومن غير دليل يستند إليه، وقد ساهمت القنوات التلفازية الخاصة والمملوكة لرجال أعمال تدفعهم احيانا توجهاتهم الأيديولوجية إلى تبني آراء غريبة عن مجتمعهم وعن الفكر الإسلامي القويم ويقومون بالترويج لهذه الأفكار عن طريق نشر شائعات غير حقيقية عن الدول أو المجتمعات التي يرغبون في بث الفرقة وزعزعة الأمن فيها بعيدين كل البعد عن الحيادية الإعلامية وما تقتضيه أخلاقيات المهنة، كما أدت قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة في المساعدة على نشر الأكاذيب بسرعة اكبر من السابق وعلى نطاق أوسع فتكذب الكذبة لتصل إلى آفاق الدنيا. وبين أن الباحثين قاموا بعمل استبانة لاستطلاع رأي أفراد المجتمع حول تأثير الشائعات من حيث انتشارها وخطرها على المجتمع وكانت العينة عشوائية تتكون من 100 فرد، وقد تكون العينة غير ممثلة للمجتمع ولكن البحث سيكون ذا طبيعة استطلاعية ويتم عمل بحث لاحق بعدد عينة يتناسب مع التعداد السكاني لمدينة جدة.