بعد نحو ستة أشهر من الفراغ الذي غطته حكومة تصريف أعمال، صوت البرلمان العراقي على حكومة جديدة الأربعاء، بعدما ظل الشد والجذب بين الأحزاب على المقاعد الوزارية حتى اللحظات الأخيرة. ويقود الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي رئيس المخابرات والصحفي السابق، فيما تم رفض عدد من المرشحين لوزارات وهو ما يعني أن الكاظمي سيبدأ ولايته بدون حكومة كاملة، حيث أقر أغلبية النواب الحاضرين مرشحي الكاظمي لوزارات منها الداخلية والدفاع والمالية والكهرباء، وتم تأجيل التصويت على حقيبتي النفط والخارجية بعد فشل الأحزاب في الاتفاق على مرشحين. ورفض النواب كذلك مرشحي رئيس الوزراء الجديد لحقائب العدل والزراعة والتجارة. وحال الصراع على الحقائب الوزارية منذ استقالة عبد المهدي في نوفمبر دون تمكن مرشحين اثنين سابقين لمنصب رئيس الوزراء من تشكيل حكومة. وقال الكاظمي على حسابه على تويتر بعد موافقة البرلمان على حكومته «سيادة العراق وأمنه واستقراره وازدهاره مسارنا»، مشيراً إلى إنه سيعطي الأولوية للتصدي لجائحة فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 2000 عراقي وأودى بحياة أكثر من 100، ومحاسبة قتلة المحتجين في المظاهرات المناهضة للحكومة خلال الشهور الماضية. ويتعين على الحكومة الجديدة التعامل في بلاد دمرتها النزاعات والحرب ضد تنظيم داعش، التي وقفت كعائق في سبيل تقدم البلاد منذ سنوات، إعادة إعمار ما دمرته تلك النزاعات والتي باتت حاجة ملحة اليوم، وتلك هي المهمة التي لم تتمكن حكومة عبد المهدي السابقة من إتمامها بنجاح. ويمثل الضغط الذي شكلته الاحتجاجات تحديا آخر بوجه الحكومة الجديدة، فما كان يرضي الشعب سابقا قد لا يرضيه اليوم، خصوصا وأن الاحتجاجات كانت السبب بالإطاحة بعبد المهدي بعد عام ونصف من قيادته الحكومة، قبل انتهاء ولايته؛ الأمر الذي لم تشهده البلاد منذ 2003. وكان الكاظمي ثالث محاولة لاستبدال عادل عبد المهدي وإخراج البلاد من مرحلة ركود عمقتها بوادر أزمة اقتصادية في ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة أوبك، بعد محاولتين فاشلتين مع محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الوزير مايك بومبيو رحب بالحكومة الجديدة في اتصال مع الكاظمي. وأضافت أيضا أن واشنطن ستمدد لأجل 120 يوما إعفاء يسمح للعراق باستيراد الكهرباء من إيران «للمساعدة في تهيئة الظروف المناسبة للنجاح» للحكومة الجديدة. فيما يقول مسؤولون عراقيون إن الكاظمي شخصية مقبولة لدى كل من الولاياتالمتحدةوإيران، اللتين تحول الصراع بينهما على النفوذ في العراق إلى مواجهة مفتوحة في العام الماضي.