ظهر «التعليم عن بُعد» في القرن ال 19 للميلاد، ويعتمد على الدراسة بالمراسلة لتعذر انتظامه في الدراسة التقليدية، ولذلك لم تعترف به كثير من البلدان العالمية وخاصة العربية. وبعد ظهور المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة التعليم عن طريق «الويب»، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي؛ استفاد من هذا التعليم الكثير من طلبة العلم، وحصلوا على شهادات في مختلف المراحل الدراسية؛ البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. ومع ذلك لم يتم الاعتراف بتلك الشهادات. وبعد ظهور فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتوقف الدراسة في المدارس والجامعات، تطلب الأمر تفعيل التعليم الإلكتروني عن بُعد بالفصول الافتراضية، وأصبح التعليم الإلكتروني مطلباً ضرورياً حالياً في شتى مناحي الحياة الدراسية وحضور الاجتماعات، فاعتمدت الجامعات على «التعليم عن بُعد» في إلقاء محاضراتها، وخصصت له عمادة التعليم الإلكتروني التي تقوم بدور كبير في إنجاز وتحضير كل ما يلزم لعضو هيئة التدريس والطالب من متطلبات لضمان سير العملية التعليمية كما هي، ولم يقتصر هذا النوع من التعليم على المحاضرات، وإنما شمل اجتماعات لجان ومجالس علمية، ومناقشة رسائل ماجستير ودكتوراه. فنظام التعليم عن بُعد يحقق التكامل بين نظامي الفصول الدراسية والساعات المعتمدة، وهو متفق مع النظام الاعتيادي (المتبع) من حيث مضمون المادة العلمية وأهدافها. إن الارتقاء بكفاءة أشكال «التعليم عن بُعد» جاءت بعد التطور الكبير في تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة، مما أدى إلى رواج استخدام التعليم عن بُعد في العالم. يبقى هناك سؤال يفرض نفسه: هل تعترف وزارات التعليم والجامعات بشهادة «التعليم عن بُعد»؟ * أستاذ المحاسبة بجامعة جدة.