مع كتابة هذه السطور يكون قرار تخفيف إجراءات الحظر والرفع الجزئي لمنع التجول قد دخل حيز التنفيذ. هذا أمر في غاية الإيجابية من الناحية المعنوية النفسية، وخطوة أولى نحو رحلة العودة للحياة التي كنا نعرفها. ولكن من المهم جدا أن نعلم أن المسؤولية باتت ملقاة على كل إنسان لاتباع إجراءات الوقاية وحماية نفسه من فايروس كورونا تحديدا ومن سائر الأمراض عموما. فمن المهم أن نتذكر جيدا أن الفايروس لا يزال موجودا بيننا ولم يتم القضاء عليه، ولكن باتباع الإجراءات الاحترازية الصارمة جدا كالتباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات البشرية، ومنع المصافحة، وغسيل وتطهير اليدين المستمر، وارتداء كمامة الوجه كفيل بتقليل درجات إمكانية انتقال العدوى بين الناس إلى درجات منخفضة للغاية. من المهم جدا اتباع هذه التعليمات بشكل صارم حتى لا يتفاقم الوضع بشكل مخيف لأننا الآن دخلنا مرحلة التوازن الدقيق بين الحفاظ على حياة الإنسان وإنقاذ الاقتصاد الوطني، لأن المسألتين في غاية الأهمية. التحدي كبير والمسؤولية عظيمة والحياة الطبيعية لم تعد حتى الآن وستأخذ المزيد من الوقت والكثير من الالتزام والحس المسؤول من الجميع بدون استثناء. الدولة اتخذت إجراءات مميزة وحاسمة منذ بداية أزمة فايروس كورونا، وأصبحت محل إشادة الدول والمنظمات، واليوم مع الرفع الجزئي لمنع التجول سنكون جميعا مطالبين بإثبات المسؤولية والالتزام. دول مهمة حول العالم أصيبت بالجائحة، وأحسنت التعامل معها، وقررت إعادة فتح الاقتصاد بشكل متدرج كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة ورفع درجات الطمأنينة في المجتمع كافة. المشوار لا يزال في أوله ولا يزال الفايروس موجودا بيننا وخطر انتشاره قائما، والالتزام والوعي المسؤول هما مفاتيح النجاح من هذا النفق المظلم الطويل. الشيء المطمئن أن الضوء بدأ يظهر في نهاية النفق. * كاتب سعودي [email protected]