لم تزحزح الأحداث مقولة «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا» التي أطلقها الشاعر الإنجليزي روديارد كبلنغ في نهاية القرن ال19، إذ أجج فايروس كورونا المستجد الصراع مجددا بين القطبين لتلتهب المنافسة بين الشرق والغرب، ويتكتم كل معسكر على مراحل توفير العقار المناسب لمجابهة «كوفيد-19» في سبيل اكتساح السوق التجارية وجني الأرباح. وتتواصل المختبرات ومراكز الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم لتنجز لقاحات وعلاجات لفايروس كورونا المستجد في صراع محموم مؤجج لنار الغيرة بين خصوم الأمس للظفر بأسبقية المنجز الدوائي. وتعتمد الشركات الكبرى تمويل مراكز الأبحاث بمليارات الدولارات وتوفر مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة. فيما تعتمد بعض المختبرات الطريقة الكلاسيكية لتطوير اللقاحات على أساس مبادئ تعود إلى لقاح الجدري في العام 1796. وتتجه مراكز لإنتاج لقاح باستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها، وتخزن المعلومات في مادة عابرة وسيطة تسمى «آر ان إيه مسنجر» تنقل الشيفرة الوراثية من الحمض النووي إلى الخلايا. وتتنافس شركات أدوية على توظيف «منصة الحمض النووي المؤتلف» لإنتاج لقاح محتمل عبر دمج الحمض النووي للفايروس مع الحمض النووي لفايروس غير ضار، ما يثير استجابة مناعية، ويمكن إثر ذلك زيادة المستضدات التي ينتجها. وتتوقع مصادر أن يكون هناك لقاح محتمل جاهز للاختبار المختبري في غضون 6 أشهر، وللاختبارات السريرية في غضون عام ونصف العام. وتخطط شركات لبدء التجارب السريرية البشرية في الولاياتالمتحدة في أبريل الجاري، تليها بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية بحكم تفشي الفايروس على نسبة كبيرة من الأشخاص. ويؤكد المستشار الثقافي الدكتور عبدالله الكعيد أن الصراع بين الشرق والغرب مستمر من خلال وسائل أحدث، ويرجح أن يكون أشد ضراوة بعد درس «كورونا» وتدني قيمة الإنسان.