ارتفعت نسبة الجرائم في تركيا بعد جائحة فايروس كورونا على خلاف كل دول العالم التي انخفضت فيه إلى أقل مستوياتها، ففي إسطنبول بلغت 38.2 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وكذلك ارتفاع جرائم النشل والخطف والسرقة والقتل، وفق مديرية أمن إسطنبول، والتي أكدت ارتفاع معدلات الجرائم المتعلقة بالعنف داخل الأسرة فى إسطنبول، بنسبة 38.2 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكان شهر مارس لعام 2019 قد شهد 1804 جرائم متعلقة بالعنف داخل الأسرة ليرتفع الرقم في مارس الماضى إلى 2493 جريمة بزيادة 38.2 % عن العام الماضى. بينما تشاهد يومياً 80 عائلة جريمة عنف وكانت نسبة 99 % من هذه الجرائم داخل المدينة. وأعلنت مجموعات لحقوق المرأة في تركيا عن مقتل 29 امرأة فى مارس 2020، ومن بين هؤلاء، قُتلت 21 امرأة فى فترة 20 يوماً منذ 11 مارس. وتعتزم الحكومة التركية تقليل عدد نزلاء السجون بسبب مخاوف من انتشار فايروس كورونا عبر إطلاق نحو 100 ألف من نزلاء السجون الذين يبلغ إجمالي عددهم أكثر من 300 ألف سجين، بينهم سجناء في جرائم العنف الجنسي وتجارة المخدرات ممن قضوا 65 % من عقوبتهم، في الوقت الذي استبعدت التعديلات العفو عن المناوئين لسياسات أردوغان وحزبه الحاكم «العدالة والتنمية». «كوفيد 19» يعيد الهدوء إلى شيكاغو وتراجع في مشاجرات دول أوروبا لم تترك جائحة كورونا نشاطاً في العالم دون أن تؤثر عليه حتى في عالم الجريمة، إذ سجلت انخفاضاً لم يحدث ربما في التاريخ، على سبيل المثال انخفضت نسبة الجرائم في شيكاغو الأمريكية الشهيرة بالعمليات الإجرامية، والتي تعد من أكبر المدن عنفاً في العالم انخفاضًا مقداره 10 %، بعد تفشي الفايروس الذي أغلق المدن والمتاجر والشوارع وعطل الحياة. ورفع وتيرة العمل الأمني مع فرض حظر تجول في عشرات الدول ومئات المدن مع ركود كبير بالوضع الاقتصادي.. كل هذه العوامل دفعت عصابات الإجرام غير قادرة على التحرك لتنفيذ عملياتها الإجرامية أو توفير أو بيع ما تملكه من مخدرات مع خوفها من الإصابة بالفايروس. وطبقا لخبراء أمنيين، سجلت جرائم سرقة المنازل انخفاضاً 97 %، لبقاء سكانها داخلها بعد منع تجولهم، كما انخفضت حوادث الشجار والقتل إلى مستويات لم تسجل سابقاً، وتكاد تكون معدومة في عدد من الدول. وأكدت شبكة CNBC الأمريكية في تقرير، أن السلفادور سجلت متوسط قتيلين يومياً في الشهر الماضي، فيما بلغت حالات القتل 600 حالة يومياً قبل بضع سنوات، وشهدت مدينة نيويورك انخفاضًا في الجريمة نحو 40 % لم تسجله طوال ال 3 السنوات الماضية في جرائم القتل والاغتصاب والسطو والاعتداء والسرقة الكبرى وسرقة السيارات - بنسبة 12 % من فبراير إلى مارس. في لوس أنجليس، كانت إحصاءات الجرائم الرئيسية لعام 2020 متسقة مع أرقام العام الماضي حتى أسبوع 15 مارس، عندما انخفضت بنسبة 30 %. وأكدت الشبكة الأمريكية أن البيرو انخفضت مستويات الجريمة بها بنسبة 84 % الشهر الماضي، وكانت تسجل عادة ما يصل إلى 15 جثة في اليوم - والكثير منهم ضحايا للقتل. فيما لم تسجل أي جريمة قتل هذا الأسبوع، وهو ما أعلنت عنه جنوب أفريقيا، والتي أبلغت الشرطة عن انخفاض مذهل قي الجريمة خلال الأسبوع الأول من إجراءات الإغلاق. وقال وزير الشرطة بيكي سيلي إن حالات الاغتصاب انخفضت من 700 إلى 101 خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتراجعت حالات الاعتداء الجسيمة من 2673 إلى 456، وانخفضت جرائم القتل من 326 إلى 94. وفي فرنسا أظهرت الإحصاءات الرسمية انخفاضاً كبيراً في معظم الجرائم خلال شهر مارس، وهو الشهر الذي شهد فرض الإغلاق الصارم بسبب فايروس كورونا. وبينت خدمة الإحصاءات في وزارة الداخلية الفرنسية تراجع التقارير عن جرائم الضرب والاعتداء المسبب لإصابات بنسبة 33 % في شهر فبراير، وانخفضت فئات السرقات المختلفة من الأشخاص، وكذلك عمليات السطو، بما يتراوح بين 43 و51 %، لكن جرائم القتل لم تتغير. وأشارت الخدمة إلى أن «بعض الجرائم لا يمكن القيام بها في ظل الإغلاق، بينما أصبحت جرائم أخرى أكثر شيوعاً». وأبلغت الشرطة عن انخفاض كبير في السلوك الإجرامي الشائع. وأوضحت الشرطة الإسبانية انخفاضاً بنسبة 50 % في الجرائم الجنائية مقارنة بالعام السابق. وأشار نائب مدير قوة الشرطة الإسبانية المدنية، لورينتينو سينا، إلى أنه «لا شك في أن الحجر المنزلي يجعل تنفيذ الجريمة أكثر صعوبة». كما أعلنت السويد، حيث طُلب من الناس العمل من المنزل، تراجعاً في عمليات السطو. وانخفضت مبيعات المخدرات في الشوارع بشكل كبير في العديد من البلدان منذ تفشي المرض، إذ أغلقت السلطات الحدود وقيدت حركة السكان. ومن ناحية ثانية، ارتفعت نسبة أشكال أخرى من الجرائم التي يحاول فاعلوها تحقيق الربح مستغلين تفشي المرض. وفي ألمانيا انخفض عدد الجرائم الجنائية التي سجلتها الشرطة الألمانية بحسب إحصاءات الجريمة على الصعيد الوطني لعام 2019، التي نشرها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، حيث سجلت الشرطة نحو 5.27 مليون جريمة العام الماضي، وانخفضت عمليات السطو بنسبة 10.6 % أقل عن عام 2018. كما انخفضت حالات القتل بنسبة 6.3 % أي 2315 حالة. في المقابل كانت هناك زيادة كبيرة في مجالات أخرى، إذ ارتفع عدد الهجمات ضد ضباط الشرطة بنحو 27.5 %.