عصفت جائحة كورونا بأفراح هذا الموسم وأرجأتها إلى حين إشعار آخر، أو اضطر أصحاب الفرح إلى إكماله في احتفال عائلي بسيط بحضور أسرتي الطرفين. كما ضرب الفايروس قصور الأفراح وأصابها بشلل غير متوقع، إذ اضطر الأزواج المستقبليون إلى إلغاء حفلات زفافهم أو تأجيلها. ففي حائل مثلا، تحولت الزواجات وحفلات الأعراس من القصور نحو المنازل والاكتفاء بدعوة أهل الزوجين، والبعض الآخر يكتفي بيوم المِلكة ويأخذ زوجته. وبحسب عاملين في قصور الأفراح، تم إرجاع أكثر من 300 ألف ريال للعرسان الذين سبق لهم حجز القصور، بعدما تلقى عدد منهم رسائل بإلغاء وتأجيل مناسباتهم عقب قرار تعليق إقامة المناسبات في صالات الأفراح إلى موعد آخر، تنفيذاً للقرار الذي دخل حيز التنفيذ منذ صدوره، وجاء انطلاقاً من الحرص على صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم في أزمة «كورونا». وكشف عدد من ملاك قصور الأفراح في السعودية أن الحجوزات تراجعت بنسبة تصل إلى 60%، والنسبة مرشحة للزيادة. ويقول فهد الشمري (موظف في قاعة زواج): إن العمل على ما يبدو يتجه إلى الركود القسري بسبب الحالة الصحية. وبحسب المختص في الصالات والقصور مشاري المشاري، فإن تأجيل المناسبات والأفراح إلى وقت لاحق في هذه الظروف قرار استهدف حماية وضمان سلامة الجميع، مشيراً إلى تأثر صالات الأفراح والمناسبات، لكن الدعم الكبير لموظفي القطاع الخاص، ومنهم موظفو القصور، خفف من حدة الخسائر. وفي الباحة، لم ينجح فايروس كورونا المستجد في تعكير صفو العرسان، الذين حددوا مواعيد أفراحهم، إذ جدولت القرى مواعيد الأعراس منذ الصيف تفاديا للتضارب، ولإتاحة الفرص للمقيمين خارج المنطقة للمشاركة في الأفراح. وتضافرت منذ أيام جهود آباء وأمهات عرائس مع توجيهات الحد من التجمعات ومنع التجول، فتبنت إتمام زفاف المستعدات في شعبان، واقتصر المشهد على حضور الزوج لبيت والد العروس وتناول طعام العشاء واصطحاب زوجته إلى عش الزوجية، وتأجيل حفلة الرجال والنساء إلى فصل الصيف مع انتهاء مد جائحة كورونا. وثمن شيخ قبيلة بني عبدالله وشدا فيصل عبدالهادي المبادرات الإيجابية لبعض أولياء أمور المخطوبات، وعدّ إتمام الزفاف في هذه الظروف دليل وعي وانتماء وطني، وتحقيق مصالح، كونه حقق الغاية من العرس؛ ممثلة في جمع شمل الزوج بزوجته، ومنع أي تجمع أو اكتظاظ يفضي لإصابة أو نقل عدوى، مؤملاً أن تكون مبادرات إتمام الزفاف وتأجيل الحفلات منهجا لكل العائلات المعلنة سلفاً مواعيدها، كون ذلك من السنن المحمودة شرعاً وعقلاً وعرفاً. فيما أشاد عريفة قرية بشير خبتي الدميني بالآباء والأمهات الذين غلبوا درء المفاسد على جلب المصالح، وراعوا ظروف العريس واستعداده للزواج منذ أشهر، كونه بعث بطاقات الدعوة وحجز القاعة وأكمل تأثيث بيت الزوجية، مشيرا إلى أن الحفلة قابلة للتأجيل في ظل منع الدولة التجول تفاديا للمخالطة الجماعية المسببة لنقل العدوى.