أكد ل«عكاظ» عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الدكتور علي صفوي أن النظام الإيراني لم يتخذ أي إجراءات جادة أو احتياطات مسبقة لمواجهة انتشار فايروس کورونا المستجد في إيران منذ بداية الجائحة. وأشار إلى أن نظام الملالي تجنب الإعلان عن انتشار خبر وصول الفايروس، وتستر على الأمر عوضاً عن كشفه للشعب الإيراني والعالم، وذلك من أجل ضمان حضور عدد كبير في الذكرى السنوية للسلطة في 11 فبراير، وأيضا بهدف تلميع مسرحية الانتخابات. ونفى صفوي اتخاذ أي إجراء جاد من النظام لحجر مدينة قم صحياً، عندما ظهر الفايروس لأول مرة، ولهذا السبب انتشر كورونا من قم إلى مدن إيرانية أخرى، والآن يتزايد عدد ضحايا كورونا كل يوم في جميع المحافظاتالإيرانية، وإضافة إلى ذلك، استمرت رحلات الخطوط الجوية «ماهان آير» التابعة لقوات الحرس من وإلى الصين أثناء اشتداد تفشي الفايروس. ويواصل صفوي حديثه: بسبب الفساد المنتشر على نطاق واسع على جميع مستويات الحكومة، وسوء الإدارة، لم يتخذ النظام أي إجراء جاد لتقديم الخدمات والمعدات الطبية والإمدادات، بما في ذلك الكمامات والمواد الهلامية والمطهرات. وعوضا عن ذلك، تستولي قوات الحرس المرتبطة بالنظام الإيراني وأجهزته على المعدات والإمدادات التي يحتاجها الناس ويبيعونها بسعر مضاعف في السوق السوداء. وحول توقعاته حول الوضع الحالي بشأن فايروس كورونا في إيران، قال صفوي إن المستقبل خطير ومؤلم للغاية وأن ما يهم حكام إيران هو الحفاظ على حكمهم المخزي والفاسد، لأن صحة الناس وحياتهم لا قيمة لها بالنسبة للملالي، موضحا أن نظام الملالي استخدم جميع الوسائل والإمكانات لمواجهة الانتفاضات والانفجارات وتدفق القوات القمعية للجيش وقوات الحرس إلى شوارع طهران والمدن الأخرى بدلاً من تعبئة وحشد جميع الوسائل الطبية كبقية دول العالم لمواجهة انتشار فايروس كورونا ومحاولة إنقاذ حياة الشعب في هذه الأزمة الصحية. وعن كشف إحصاء الوفيات والإصابات بكورونا في وسائل الإعلام الإيرانية يقول صفوي: عمد النظام إلى التستر حول الأرقام الحقيقية منذ البداية، والكذب بخصوص الأرقام المعلنة لعدد الإصابات والوفيات. وتطرق صفوي إلى الوضع الراهن في السجون، واصفا إياه بأنه خطير للغاية، فالنظام المجرم يحاول قتل السجناء السياسيين بحجة إصابتهم بفايروس كورونا. وردا لسؤال «عكاظ» حول السبب الحقيقي وراء هذه التداعيات الكارثية في إيران والتزايد المستمر لعدد الإصابات والوفيات، أفاد صفوي بأن سبب هذه الكارثة في إيران أولاً وقبل كل شيء، الهيكل الفاسد للنظام من أعلى مستوياته القيادية، ثانياً: لأسباب ومصالح سياسية، عمد نظام الملالي إلى اتخاذ سياسة الكذب والتستر منذ بداية انتشار الفايروس، وثالثاً: نهب وإهدار أموال وثروات الشعب الإيراني في حرب خارجية، في سورية واليمن والعراق ولبنان، بدلاً من الاستثمار في تطوير نظام طبي حديث ومتطور، الأمر الذي جعل الشعب الإيراني أعزل وعاجزاً جداً وعرضة للإصابة أمام كل هذه الكوارث. وأضاف: عندما تضيف سوء الإدارة وعدم كفاءة النظام إلى هذه العوامل الثلاثة، تصبح أسباب حدوث مثل هذه الكارثة أكثر وضوحا، ولهذه الأسباب تطالب الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، مرارا وتكرارا المجتمع الدولي، ولاسيما الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان، باتخاذ إجراءات فورية وتقديم المساعدة اللازمة للمستشفيات والأطباء والممرضات في إيران.