السعودية صبرت كثيراً لعقود من الزمن على أفعال عصابة الحمدين ومخططاتهم لا توجد إدارة أزمات في قطر.. ولا مختصون أو مستشارون في التعاطي مع الجائحة تنظيم الحمدين تأخر في تطبيق الإجراءات الاحترازية إيران بؤرة الفايروس.. والطيران مستمر بين الدوحة وطهران! من المخزي عدم تطبيق منع التجول في قطر إلى الآن صالة واحدة لجمع القادمين إلى الدوحة من جميع البلدان نقص المخزون الغذائي ذكّر القطريين بالدور التاريخي للسعودية قال الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، ل«عكاظ» إن نظام «الحمدين» فشل في إدارة أزمة فايروس كورونا بالبلاد، بداية من استمرار الحركة الجوية بين الدوحة وطهران، بالرغم من كون إيران هي بؤرة الفايروس، وانتهاء بالتشهير بمواطنين قطريين لم يلتزموا. ولفت آل ثاني في حوار أجرته معه «عكاظ» إلى سوء الإدارة في قطر، وعدم كفاءة هذا النظام للحكم، مشيرا إلى أنه لا توجد إدارة أزمات ومخاطر، ولا يوجد مختصون أو مستشارون في هذا المجال، وأن السوق المحلي في قطر يعاني من شح كبير في المخزون الغذائي منذ بدء المقاطعة، وأصبح يعاني أكثر في ظل أزمة فايروس كوفيد 19. • كيف يتعامل نظام الحمدين مع أزمة كورونا؟ •• بشكل مؤكد هناك تأخر من تنظيم الحمدين في تطبيق الإجراءات الاحترازية، بداية بسماحهم باستمرار الحركة الجوية بين الدوحة وطهران، بالرغم من كون إيران هي بؤرة فايروس كورونا في المنطقة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة في قطر التي تعتبر أعلى معدل إصابة على مستوى الخليج، إذا ما أخذناها كنسبة وتناسب مع عدد السكان. هذا الفشل ليس الأول ولن يكون الأخير في إدارة الأزمات، وفي النهاية لن يكون هناك ضحية إلا المواطن القطري. من المخزي أنه لم يتم تطبيق منع التجول في قطر إلى الآن. لا يوجد إحساس بالمسؤولية، لا يوجد مسؤولون مؤهلون أساسا، لك أن تتخيل أن المسافرين القادمين إلى الدوحة من جميع البلدان يتم جمعهم في صالة واحدة دون أدنى مراعاة لاحتمال وجود حالات مصابة بالفايروس ستنقله بسهولة للآخرين، تم التعامل مع تلك الحشود تماما كالتعامل مع حشود مباريات كرة القدم. ورصدنا حالات تشهير بمواطنين يزعم النظام أنهم لم يلتزموا، وهذا خطأ فادح ينتهك خصوصية المواطنين. التشهير عقوبة قضائية يجب أن تكون بيد القضاء، إضافة لكون المواطن لم ينتهك أي منع تجول لأنه لا يوجد قرار بالمنع من الحكومة أساسا. كما رصدنا نقل المسافرين في باصات غير مؤهلة مع بعضهم بعضا دون ترتيب أو تنسيق، وأيضا السماح لفئة كبيرة من المسافرين بالذهاب إلى منازلهم دون فحص. هذه الأخطاء الكارثية أو دعني أسميها «الغبية» هي من جعلت قطر الآن أسوأ دولة خليجية في التعامل مع هذا الوباء، رغم صغر المساحة، وقلة السكان، ولكن هذا ما تعودنا عليه من تميم وإدارته؛ الفشل ولا شيء غير الفشل على كافة الأصعدة. • يتحدث الكثير عن أزمة في المخزون الغذائي بقطر، كيف ترون ذلك؟ •• هذا الأمر في غاية الحساسية، دعنا نعود بالتاريخ قليلا.. في السابق كانت قطر تعتمد بشكل شبه كلي على الغذاء من السعودية، سواء بإدخاله عن طريق الشركات أو المواطنين، وكانت المواد الغذائية بسعر بسيط جدا على المواطن القطري. لكن السعودية صبرت كثيرا على مدى عقود من الزمن على أفعال عصابة الحمدين ومخططاتهم، ما نتج عنه المقاطعة الرباعية. بعد تلك الفترة بدأت بعض المحاولات لتعويض هذا النقص الهائل بإنتاج محلي ولكن المحاولات فشلت. هناك بعض عمليات الاستيراد من إيران وتركيا ودول أفريقية، لكنها محاولات يائسة، بسبب التكلفة العالية للشحن الجوي المبرد، إضافة إلى سوء جودة تلك المنتجات، وبناء على هذه العوامل وعوامل أخرى تتعلق بسوء الإدارة والتخطيط، فلا شك أن السوق المحلي في قطر يعاني من شح كبير في المخزون الغذائي منذ بدء المقاطعة، وأصبح يعاني أكثر في ظل أزمة فايروس كوفيد 19، وأتوقع أن يتفاقم الأمر في المستقبل القريب، نظرا لندرة الإنتاج في الوقت الحالي. من الأمثله الفاضحة على سوء الإدارة في قطر، وعدم كفاءة هذا النظام للحكم، هو أنه لا توجد إدارة إزمات ومخاطر ولا يوجد مختصون أو مستشارون في هذا المجال، لذلك نرى تخبطا أعمى دائما. لفت انتباهي تصريح أحد مسؤولي وزارة البيئة السعودية عندما قال إن الوفرة التي نراها اليوم ليست نتيجة عمل اليوم، بل هي نتاج عمل 5 سنوات سابقة، وهذا يدل على أن الدول يجب أن تكون في حالة تأهب دائما، وتملك الاحتياطات الكافية، ولا تكتفي بالاستيراد بالطائرات المكيفة التي جعلت المواطن القطري يعاني حاليا، بسبب التكاليف العالية لاستيراد تلك المنتجات. • اتهمت صحيفة الغارديان البريطانية نظام الحمدين بسوء معاملة العمال ووضعهم في بيئة غير ملائمة تساعد على انتشار فايروس كورونا.. كيف ترى ذلك؟ •• نعم صحيح، لدينا مصادر خاصة تثبت ذلك من داخل قطر، وسبق أن تحدثت مرارا عن هذا الأمر. نحن نعترض على استضافة بلدنا لكأس العالم، ولا نرى أي مصلحة من ذلك، بل على العكس تماما؛ تم هدر مئات المليارات من ثروات ومقدّرات قطر، ناهيك عن مئات الملايين للرشاوى فقط، ولن ننسى هذا الملف، ولن يتم إقفاله، وسيدفعون ثمنه غاليا، ولكن هذا لا يعني ألا نقوم بدورنا الإسلامي والإنساني تجاه أولئك العاملين في مشاريع كأس العالم. نحن ندعم قضيتهم العادلة، ونحن ضد المعاملات المؤكدة غير الإنسانية التي يتعرض لها عمال منشآت كأس العالم. ورصدنا مشاهد تؤكد أنه تم جمع عمالة مصابين في مكان أقل ما يقال عنه أنه لا يصلح للاستخدام الآدمي، وهذا إجرام لا يستغرب من المجرمين. • كيف ترى الإجراءات التي اتخذتها السعودية في مكافحة الفايروس؟ •• ما شاء الله تبارك الله، السعودية دائما سبّاقة للريادة في كل المجالات.. أولا دعنا نشيد بقرار إيقاف تأشيرات الدخول للمملكة في ما يخص العمرة، لأن هذا القرار ساعد كل دول العالم في عدم انتشار الفايروس، هؤلاء المعتمرون سيعودون لبلدانهم وسيكونون سببا في نشر هذا الوباء في بلدانهم، هذا القرار مهم جدا ونشكر السعودية على اتخاذه بشكل مبكر. أبهرني تعامل السلطات هنا مع هذه الجائحة بشكل استباقي لضمان عدم سوء الأمور بإذن الله. أيضا عمليات الاستقصاء التي تقوم بها وزارة الصحة مع كل مريض، بما يضمن استدعاء كل المخالطين له وكأن الأمر تعقّب استخباراتي للفايروس، هذا عمل جبار ولا تقوم به دول أوروبا أو أمريكا، ناهيك عن توظيف التقنية لخدمة المواطن، إذ نرى كثيرا من تطبيقات الجوال التي تخدم المواطن وهو في بيته، دون أن يضطر للخروج إطلاقا سواء في المجال الصحي، أو الغذائي، أو الخدمي. ولا أنسى أن أشيد بالمواطن السعودي الذي أثبت أنه على مكانة كبيرة من الوعي تتخطى وعي الشعوب العالمية.. حفظ الله المملكة وأهلها من كل سوء. • هل من كلمة أخيرة؟ •• الشعوب أمانة في أعناق الحكومات، وتميم و«الحمدين» من قبله ضيعوا الأمانة، وأكبر دليل أنهم الآن يتنزهون في إحدى جزر المحيط، تاركين قطر وأهل قطر يواجهون الوباء، ونقص الغذاء.