في مكةالمكرمة التي سبقت غيرها من المدن في العزل ومنع الدخول والخروج منها، لا أحد يخالف التوجيهات الصحية، إذ خلت شوارع أحياء العاصمة المقدسة المستهدفة من حركة المركبات والمارة؛ باستثناء مواطنين ومقيمين عاملين في القطاعات الخدمية وعدد ضئيل من الباحثين عن توفير حاجاتهم اليومية من البقالات والصيدليات، بعد صدور التعليمات بحجر سكان عدد من الأحياء السكنية قبل أن يتم منع التجول والتحرك في العاصمة المقدسة طوال اليوم. وتعد أحياء النكاسة وحوش بكر والهنداوية من أكبر الأحياء السكنية التي تقطنها الجاليات، خصوصا البرماوية والأفريقية، ويغلب على مساكنها العشوائية والوعورة في الوصول إليها، إذ يستخدم سكان هذه الأحياء الشوارع الضيقة سيرا على الأقدام للوصول إلى منازلهم، وتغيب عنها اشتراطات البيئة والصحة العامة وتواضع مستويات النظافة. ومن حي النكاسة، أشار محمد فضل (مترجم الجالية البرماوية) إلى تنظيم حملات توعوية بوسائل مرئية لمنع التجمعات في الأزقة والشوارع المحيطة بالحي. أما محمد هوساوي فقد أكد التزام الجميع بالتعليمات. وأشار مصدر في صحة مكةالمكرمة إلى أن تلك الأحياء السكنية يتم تقديم الخدمات الطبية لها عن طريق المراكز الصحية والتواصل المباشر مع المرضى. وفي السياق ذاته، بادرت جمعية زمزم الخيرية بتحريك عيادة صحية متنقلة لخدمة سكان حوش بكر، بالتعاون مع الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة وعلاج الحالات الطارئة مجانا، وتوفير الخدمات الغذائية كافة عبر مركز حي الهنداوية. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبدالله المطرفي أن المبادرة تأتي مساندة للجهات المختلفة للحد من انتشار الفايروس وحماية أهالي الأحياء وتحفيزهم على البقاء في منازلهم.