بينت أزمة فايروس كورونا طبيعة علاقة كثير من الدول تجاه رعاياها، وأظهرت مجريات هذه الأزمة أنه لا توجد دولة كالمملكة العربية السعودية في احتضان مواطنيها في داخل وخارج الحدود، فهي تبادر بتتبع أحوالهم في أنحاء العالم كافة والوقوف معهم وتوفير احتياجاتهم حتى يعودوا إلى أرض الوطن سالمين، ولم يقتصر وقوف المملكة مع مواطنيها فقط، بل شمل المقيمين على أرضها، وحتى مخالفي أنظمة الإقامة، تجسد ذلك بإعلان وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم العلاج مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة في كل ما يتعلق بالعلاج من فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19). سمعنا عن جوازات كانت توصف بأنها قوية وذات نفوذ واسع، تنسب لدول في الشرق والغرب، إلا أن أزمة كورونا كشفت للناس حقيقة مواقف الدول من رعاياها، فسمعنا عن مطالبات البعض من دولهم دفع رسوم المغادرة من الدول المصابة بالفايروس. ودول أخرى طلبت من رعاياها شراء تذاكر سفر لهم للعودة لدولهم، أما في مملكتنا الحبيبة فقد حركت الدولة -رعاها الله- دبلوماسييها وسفاراتها في الخارج ومؤسساتها في الداخل لخدمة رعاياها في الخارج في جميع أنحاء العالم وتكفلت بإقامتهم في فنادق فخمة خمس نجوم، ووفرت لهم طائرات تقلهم إلى أرض الوطن. كما استضافت الأجانب العاملين على أراضيها وكذا السائحين والزوار ورجال الأعمال والمرضى الموجودين وقت الأزمة في المملكة، وقدمت لهم خدمات جليلة ورعاية طبية مجاناً، ووضعت المريض منهم تحت إقامات فندقية عالية الجودة وتحت حجر صحي لمدة 14 يوماً، وتكفلت براحتهم وصحتهم إلى حين خروجهم من الحجر الصحي، وسهّلت خروج من رغب منهم المغادرة، كما سهّلت أمور المقيمين ممن انتهت إقاماتهم وتأشيرات الخروج والعودة. في المواقف والشدائد تظهر معادن الرجال، وجاءت كارثة كورونا نسأل الله أن تزول سريعا على الخير، لتبين لنا كثيرا من الحقائق. أخيراً.. سنخرج من أزمة كورونا وكلنا فخر واعتزاز بأفعال حكومتنا الإنسانية، التي لم تتخلَ عن المواطنين والمقيمين، وأبنائها الذين يدرسون في الخارج.. حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين وحكومتنا الرشيدة. * (عضو النيابة العامة السابق) [email protected]