يعتبر الأطفال أكثر الفئات ضعفاً عندما يتعلق الأمر بالإنفلونزا أو الفايروسات التاجية الأخرى، أما في ما يتعلق بفايروس COVID-19، فقد أشارت التقارير العالمية الصادرة عن الجهات ذات العلاقة إلى إصابة أكثر من 2951 بفايروس كورونا في الولاياتالمتحدةالأمريكية مع توقع ارتفاع العدد، وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة السعودية هناك 118 حالة إصابة مؤكدة، من بينهم طفلان، وهذا مؤشر على أن الأطفال لا يصابون بالفايروس التاجي بنفس معدل البالغين، حيث يعاني الأطفال عند الإصابة أعراضا خفيفة أو أنهم لا يشعرون بأية أعراض على الإطلاق. وكشفت مجلة Nature Medicine عن دراسة جديدة قام بها باحثون صينيون نشرتها في عددها الصادر بتاريخ 13 مارس 2020، حيث قام الباحثون بين تاريخ 22 يناير حتى 20 فبراير بفحص 745 طفلاً كانوا على اتصال وثيق مع مرضى COVID-19 أو كانوا أحد أفراد عائلات تعرضت لتفشي المرض، وقد أثبتت الفحوصات المخبرية إصابة 10 حالات بالفايروس (1.3%) تتراوح أعمارهم بين شهرين و15 عاما وتعافوا جميعهم من المرض. وبينت الدراسة أن 7 أطفال من العدد الإجمالي للمصابين ظهرت عليهم أعراض تشمل الحمى والسعال والتهاب الحلق واحتقان الأنف، ولكن لم تظهر على أي منهم أعراض الصداع أو آلام العضلات، ولم تظهر صور الأشعة السينية لجميع الأطفال العشرة أي علامات على الالتهاب الرئوي، التي تم تحديدها في الحالات الشديدة لدى البالغين، وأوضحت الدراسة أن أحد الأطفال المصابين لم تظهر عليه أي أعراض على الإطلاق، لذلك فإن الأعراض الخفيفة وغير النمطية للعدوى عند الأطفال قد تجعل من الصعب اكتشاف المرض. وحسب شبكة الأخبار CNN لم تسجل في الصين سوى حالة وفاة لشخص مصاب تحت سن العشرين من العدد الإجمالي لحالات الإصابات المؤكدة البالغ عددها 45 ألفا حتى 11 فبراير، كما لم تسجل حالات وفاة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، كما أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن المصابين البالغين يشكلون معظم الحالات المعروفة حتى الآن، والأطفال المصابين بCOVID-19 تظهر عليهم بشكل عام أعراض خفيفة، كذلك أشار (CDC) إلى أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة؛ مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الرئة، هم الأكثر عرضة للخطر. وعلى الرغم من أن الأطفال ليس لديهم احتمال الإصابة بأعراض حادة، أو أي أعراض على الإطلاق، إلا أن هذا لا يعني أنهم لن يصابوا بالفايروس ويصيبوا الآخرين بالعدوى، فالمشكلة تكمن في أن الأطفال حين يصابون بالعدوى تكون المدارس أرضا خصبة لذلك، حيث يذهبون إلى المنزل ويصيبون الجد والجدة، أو أحد الأقرباء، أو شخصا قد يكون في وضع أكثر ضعفا، لذلك ألغت العديد من المدارس الفصول الدراسية في جميع أنحاء البلاد كإجراء احترازي للحد من انتشار الفايروس. * استشارية الأطفال والأمراض الصدرية