في وضع استثنائي تعيشه المملكة، وضمن معركتها للحيلولة دون تفشي فايروس «كورونا» الذي أثار الهلع في شتى أنحاء العالم، فرضت المملكة، اعتباراً من اليوم (الإثنين) حظر تجول جزئيا، يبدأ من السابعة مساء حتى السادسة صباحاً، ليكون الحظر الأول في تاريخ المملكة. وكلما ازدادت وتيرة انتشار فايروس كورونا في العالم، كان الرهان الأوحد على مكافحة المرض اسمه العزل والانعزال والحجر والبعد عن التجمعات، مادام المرض غامضا. الشوارع التي ما زالت تنبض بحراك ليس له داع طيلة الأيام الماضية، عليها أن تعي أن النبض المتزايد يعني مزيدا من الإصابات، فالخطوات التي تجثم على الأرصفة هي ناشرة للعدوى، والأقدام التي تدهس الأسفلت هي حاملة للفايروس الذي ربما يكون هنا وهناك من مستهتر أو جاهل. وفيما سارعت الدولة بفرض المزيد من الاحتياطات والإجراءات منذ اللحظة الأولى، على أمل أن يرتفع سقف الوعي إلى المستوى الأعلى، خاصة بالنسبة للعائدين من الخارج، من بلدان عرفت بأنها موبوءة، لا يزال البعض يذهب اعتياديا لمنزله، ويخرج اعتياديا للشوارع، ويتعايش مع الشارع والمحلات بلا وعي ولا مسؤولية، فلم يراعِ أهون معايير السلامة، ولا أقل متطلبات الوقاية له ولغيره، لذا جاء القرار الحازم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بفرض حظر التجول لمدة 21 يوماً، انطلاقاً من حرصه البالغ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين. اليوم، باتت المحافظة على الصحة العامة من أهم الواجبات على أبناء هذا الوطن الغالي ومن يقيم على أرضه، وعليهم أن يؤدوا واجبهم بالبقاء في منازلهم، وعدم تعريض أنفسهم وبلادهم لخطر تفشي هذه الوباء.